للرجال والنساء والذي يعرف في كلام الناس أن الأرامل النساء، وقال الشعبي وإسحاق هو للرجال والنساء. وأنشد أحدهما هذي الأرامل قد قضيت حاجتها * فمن لا حاجة هذا الأرمل الذكر؟
وقال الآخر أحب أن أصطاد ظبيا سخبلا * رعى الربيع والشتاء أرملا ولنا أن المعروف في كلام الناس أنه النساء فلا يحمل لفظ الموصي إلا عليه ولان الأرامل جمع أرملة فلا يكون جمعا للمذكر لأن ما يختلف لفظ الذكر والأنثى في واحده يختلف في جمعه وقد أنكر ابن الأنباري على قائل القول الآخر وخطأه فيه والشعر الذي احتج به حجة عليه فإنه لو كان لفظ الأرامل يشمل الذكر والأنثى لقال حاجتهم إذ لا خلاف بين أهل اللسان في أن اللفظ متى كان للذكر والأنثى ثم رد عليه ضمير غلب فيه لفظ التذكير وضميره فلما رد الضمير على الإناث علم أنه موضع لهن على الانفراد وسمي نفسه أرملا تجوزا تشبيها بهن ولذلك وصف نفسه بأنه ذكر ويدل على إرادة المجاز أن اللفظ عند إطلاقه لا يفهم منه إلا النساء ولا يسمى به في العرف غيرهن وهذا دليل على أنه لم يوضع لغيرهن ثم لو ثبت أنه في الحقيقة للرجال والنساء لكن قد خص به أهل العرف النساء وهجرت به الحقيقة حتى صارت مغمورة لا تفهم من لفظ المتكلم ولا يتعلق بها حكم كسائر الألفاظ العرفية.
(فصل) فأما لفظ الأيامى فهو كالأرامل لأنه لكل امرأة لا زوج لها قال الله تعالى (وانكحوا الأيامى منكم) وفي بعض الحديث " أعوذ بالله من بوار الأيم " وقال أصحابنا هو للرجال والنساء الذين لا أزواج لهم لما روي عن سعيد ابن المسيب قال آمت حفصة بنت عمر من زوجها، وآم عثمان من رقية وقال الشاعر فإن تنكحي انكح وان تتأيمي * وإن كنت أمتي منكم أتأيم