ولنا ان لقظ البنين يختص الذكور قال الله تعالى (اصطفى البنات على البنين؟) وقال تعالى (أم اتخذ مما يخلق بنات وأصفاكم بالبنين؟) وقال (زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين) وقال (المال والبنون زينة الحياة الدنيا) وقد أخبر انهم لا يشتهون البنات فقال (ويجعلون لله البنات سبحانه ولهم ما يشتهون وإذا بشر أحدهم بالأنثى) الآية وإنما دخلوا في الاسلام إذا صاروا قبيلة لأن الاسم نقل فيهم عن الحقيقة إلى العرف ولهذا تقول المرأة انا من بني فلان إذا انتسبت إلى القبيلة ولا تقول ذلك إذا انتسبت إلي أبيها (فصل) وان أوصي لبنات فلان دخل فيه الإناث دون غيرهن لا نعلم فيه خلافا ولا يدخل فيهن الخنثى المشكل لأنا لا نعلم كونه أنثى (فصل) وان أوصى لولد فلان أو لبني فلان ولم يكونوا قبيلة فهو لولده لصلبه واما أولاد أولاده فإن كانت قرية تدل على دخولهم مثل ان يوصي لولد فلان وليس له الا أولاد أولاده أو قال ولا يعطى ولد البنات شيئا أو قال الا ولد فلان أو فضلوا ولد فلان علي غيرهم ونحو ذلك دخلوا لأن اللفظ يحتملهم والقرينة صارفة له إليهم فصار كالتصريح بهم وان دلت القرينة على اخراجهم فلا شئ لهم وان انتفت القرائن لم يدخلوا في الوصية لأن اسم الولد حقيقة عبارة عن ولد الصلب فإن قيل فقد دخلوا في قول الله تعالى (يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين) قلنا إنما دخلوا فيه إذا لم يكن ثم ابن من ولد الصلب ودخلوا مع الإناث علي انهم إنما يرثون ما فضل عن البنات على ما ذكر تفصيله في الفرائض ولا يمكن ذلك هاهنا فانتفي دخولهم ويحتمل ان يدخل ولد البنين في الوصية إذا لم تكن قرية تخرجهم لأنهم دخلوا في اسم الولد في كل موضع ذكره الله تعالى من الإرث والحجب وغيره (فصل) وان وصى لولد فلان أو بني فلان وهم قبيلة كبني هاشم وبني تميم دخل فيهم الذكر والأنثى والخنثى ويدخل ولد الرجل معه ولا يدخل فيه ولد بناتهم لأن ذلك اسم للقبيلة ذكرها وأنثاها قال الله تعالى (يا بني آدم - ولقد كرمنا بني آدم) يريد الجميع وقال (ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب) وروي أن جواري من الأنصار قلن شعر نحن جوار من بني النجار * يا حبذا محمد من جار
(٤٧٠)