والباء إذا دخلت على فعل متعد بنفسه أفادت التبعيض.
لا يقال: قد منع سيبويه في سبعة عشر موضعا من كتابه ورود " الباء " للتبعيض.
لأنا نقول: عدم وجدانه لا يدل على عدم الوجود.
ويدل على ورودها للتبعيض هنا ما رواه ابن بابويه في الصحيح عن زرارة قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: ألا تخبرني من أين علمت وقلت أن المسح ببعض الرأس وبعض الرجلين؟ فضحك وقال: يا زرارة قاله رسول الله صلى الله عليه وآله ونزل به الكتاب من الله عز وجل قال: " فاغسلوا وجوهكم " فعرفنا أن الوجه كله ينبغي أن يغسل، ثم قال: " وأيديكم إلى المرافق " فوصل اليدين إلى المرفقين بالوجه فعرفنا أنهما ينبغي أن تغسلا إلى المرفقين، ثم فصل بين الكلام فقال: " وامسحوا برؤوسكم " فعرفنا حين قال:
" برؤوسكم " إن المسح ببعض الرأس لمكان " الباء " ثم وصل الرجلين بالرأس كما وصل اليدين بالوجه فقال: " وأرجلكم إلى الكعبين " فعرفنا حين وصلهما بالرأس أن المسح على بعضهما، ثم فسر ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله للناس فضيعوه ثم قال: " فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم "، فلما إن وضع الوضوء عمن لم يجد الماء أثبت بعض الغسل مسحا لأنه قال:
" بوجوهكم "، ثم وصل بها " وأيديكم منه " أي من ذلك التيمم لأنه علم أن ذلك أجمع لم يجر على الوجه لأنه يعلق من ذلك الصعيد ببعض الكفين ولا يعلق ببعضهما، ثم قال: " ما يريد الله ليجعل عليكم في الدين من حرج "، والحرج الضيق (1).
وفي الصحيح عن زرارة، قال: أبو جعفر عليه السلام قال: