وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل وأما السنة فقول
النبي صلى الله عليه وآله وفعله أما قوله فقال صلى الله عليه وآله القضاة ثلاثة الخبر (1) وأما فعله فلانه صلى الله عليه وآله وسلم حكم بين الناس وأمر عليا عليلم أن يحكم (2) في اليمن وبعث معاذا للحكم في اليمن والاجماع ظاهر وأعلم أنه (يجب (3) على من لا يغنى عنه غيره (4) وهو من وثق من نفسه بالعمل والعلم وكان بالمسلمين إليه حاجة وغيره لا يقوم مقامه فإنه يتعين (5) عليه الوجوب (6) (ويحرم على من) عرف من نفسه انه (مختل شرط (7)) من شروط القضاء وأنها غير متكاملة فيه (ويندب ويكره ويباح ما بين ذلك) أي ما بين الواجب والمحظور اما المندوب فله صورتان أحدهما ان يثق من نفسه بالعلم والعمل وغيره يقوم مقامه في الواجب لكن فيه زيادة استظهار في الأمور (8) الثانية إذا كان خامل الذكر فيطلب اظهار علمه لينتفع به الناس واما
المكروه فإذا وثق من نفسه بالعلم والعمل وثم من يقوم مقامه وتزداد الكراهة إذا كان مشتغلا بالتدريس (9) واما المباح فهو حيث يثق من نفسه بالعلم والعمل وغيره يقوم مقامه وهو فقير فيدخل لطلب
الرزق (10) قال عليلم هكذا ذكره بعض أصحابنا واليه أشرنا بقولنا (حسب الحال) أي بحسب ما يقترن به من الأمور التي تقتضي الندب والكراهة والإباحة قال عليلم ولنا على ذلك كله تنظير وهو ان يقال إن القضاء من فروض الكفايات فمن دخل فيه وغيره يقوم مقامه فقد فعل واجبا فكيف يكون في حقه مكروها أو مباحا وقد ذكر علماء الكلام في ذلك كلاما يقضي بما ذكرنا وهو أن من فعل واجبا على الكفاية وقد قام
____________________
تعالى كانت القاضية اه بحر أي الموت وتقول العرب قضا فلان إذا مات (1) وهو ما روى عن علي عليلم قال القضاة ثلاثة قاضيان في النار وقاضي في الجنة فاما الذي في الجنة فرجل علم بالحق وقضى به فهو في الجنة ورجل عرف الحق وجار في حكمه فهو في النار ورجل قضى بين الناس على جهل اه بحر (2) يقال أن عليا عليلم لبث في صنعاء أربعين يوما ودخل أماكن في اليمن ودخل اليمن مرة أخرى في خلافة أبي بكر اه ح لي ذكره الجندي (3) قال الدواري وحكم الدخول في الأمانة وطلبها وسائر الولايات حكم القضاء فيما ذكر من الأحكام اه غاية والله أعلم (4) في الميل اه بحر (5) فيتعين عليه بذلك أو بتعيين الامام اه ح لي لفظا (6) كالأمر بالمعروف اه بحر (7) ويجب الهرب (8) كأن يكون من أهل الجنة (9) أو الجهاد (10) وفي التكملة يحرم الدخول لطلب الرزق إذ هو من طلب الدنيا بالدين وهو محتمل وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم من تعلم علما يبتغي به وجه الله تعالى لا يتعلمه الا ليصيب عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة يعني ريحها والمراد عدم دخولها إذ من دخلها فقد عرفها وهذا من الكناية ونحو ذلك كثير وهو يحتمل التوجيه بان الذم في حق من طلبه لطلب مذموم الدنيا لا في حق من طلبه لما لا بد منه