وقد تسأل: أن تطويق الهلال وهو كونه ظاهرا في الافق على شكل دائرة أو كبر حجمه وجلاء نوره أو ظهوره قرابة ساعة في الافق وغيابه بعد الشفق، هل هو من الأمارات التي تؤكد على أنه ابن الليلة الثانية، وكان قد بدأ في الليلة السابقة على الرغم من عدم رؤيته في تلك الليلة؟
والجواب: أن هذه الحالات الطارئة على الهلال لا تكون من الأمارات الشرعية على أنه ابن الليلة الثانية. نعم، أنها أمارة على أنه تولد قبل فترة طويلة كأربع وعشرين ساعة أو أكثر أو أقل على أساس أنه إذا خرج من المحاق بعد زوال اليوم السابق لم يكن قابلا للرؤية في الليلة السابقة بالعين المجردة، وحينئذ فبطبيعة الحال يبدو في الليلة اللاحقة التي هي بداية الشهر القمري الجديد شرعا بصورة أكبر حجما وأكثر نورا وجلاء وأطول مدة في الافق كقرابة ساعة أو أكثر، وقد يبدو مطوقا، وهذا بخلاف ما لو خرج من المحاق قبل فترة قصيرة، فإنه لم يظهر بهذه الكيفية.
وقد تسأل: أن رؤية الهلال قبل زوال يوم الثلاثين هل هي دليل على أن يوم الرؤية بداية للشهر اللاحق؟
والجواب: أنها دليل على ذلك. نعم، إذا رؤي الهلال بعد الزوال فلا يكون دليلا عليه بل هو من الليلة الآتية.
إذا رؤي الهلال في بلد كفى في الثبوت في غيره مع اشتراكهما في الافق، بحيث إذا رؤي في أحدهما رؤي في الآخر، بل الظاهر كفاية رؤية الهلال في بلد ما في ثبوته للبلدان الاخرى وإن كانت متفاوتة معه في خطوط الطول والعرض، بأن يكون الغروب في تلك البلدان قبل الغروب فيه بمدة طويلة، بيان ذلك أن الشهر القمري تبدأ دورته الشهرية بخروج القمر من المحاق وقد تطول هذه