أبي البختري قال: سئل على عن أهل الجمل، قال: قيل: أمشركون هم؟ قال: من الشرك فروا. قيل: أمنافقون هم؟ قال: إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا. قيل: فما هم؟ قال:
إخواننا بغوا علينا. (1) أقول: فانظر إلى سعة صدر أمير المؤمنين إمام المسلمين وأنه كيف كان يحتمل مخالفيه وأهل حربه وأنه كان يواجههم بالصفح والعفو وحسن العبارة.
50 - وفي المناقب عن زاذان: أنه (عليه السلام) كان يمشي في الأسواق وحده وهو ذاك يرشد الضال ويعين الضعيف ويمر بالبياع والبقال فيفتح عليه القرآن ويقرأ: تلك الدار الآخرة نجعلها... (2) 51 - وفي كنز العمال عن ابن عساكر، عن زاذان، عن على (عليه السلام) أنه كان يمشي في الأسواق وحده وهو وال يرشد الضال وينشد الضال ويعين الضعيف ويمر بالبياع و البقال فيفتح عليه القرآن ويقرأ: " تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا " (3)، ويقول: نزلت هذه الآية في أهل العدل والتواضع من الولاة و أهل القدرة من سائر الناس. (4) 52 - وفي كتاب الجمل للشيخ المفيد عن الواقدي، عن رجاله، قال: لما أراد أمير المؤمنين (عليه السلام) الخروج من البصرة استخلف عليها عبد الله بن عباس ووصاه وكان في وصيته له أن قال: " يا ابن عباس، عليك بتقوى الله والعدل بمن وليت عليه وأن تبسط للناس وجهك وتوسع عليهم مجلسك وتسعهم بحلمك. وإياك والغضب، فإنه طيرة الشيطان. وإياك والهوى، فإنه يصدك عن سبيل الله. واعلم أن ما قربك من الله فهو مباعدك من النار، وما باعدك من الله فمقربك من النار. واذكر الله كثيرا ولا تكن من الغافلين. " وقد مر نحوه عن نهج البلاغة. (5)