" قوله " يرد ذلك بالخاصة على العامة "، معناه أنه كان يعتمد في هذه الحال على أن الخاصة يرفع إلى العامة علومه وآدابه وفوائده. وفيه قول آخر: فيرد ذلك بالخاصة على العامة أن يجعل المجلس للعامة بعد الخاصة. " 2 - وفي نهج البلاغة في كتابه (عليه السلام) لمالك: " وأما بعد، فلا تطولن احتجابك عن رعيتك، فإن احتجاب الولاة عن الرعية شعبة من الضيق وقلة علم بالأمور، والاحتجاب منهم يقطع عنهم علم ما احتجبوا دونه فيصغر عندهم الكبير، ويعظم الصغير، ويقبح الحسن، و يحسن القبيح ويشاب الحق بالباطل، وإنما الوالي بشر لا يعرف ما توارى عنه الناس به من الأمور، وليست على الحق سمات تعرف بها ضروب الصدق من الكذب، وإنما أنت أحد رجلين: إما امرؤ سخت نفسك بالبذل في الحق، ففيم احتجابك؟ من واجب حق تعطيه، أو فعل كريم تسديه؟ أو مبتلى بالمنع. فما أسرع كف الناس عن مسألتك إذا أيسوا من بذلك. مع أن أكثر حاجات الناس إليك مما لا مؤونة فيه عليك من شكاة مظلمة أو طلب إنصاف في معاملة. " (1) وروى نحوه في كنز العمال عن ابن عساكر والدينوري، فراجع (2).
3 - وفيه أيضا من كتاب له (عليه السلام) إلى قثم بن العباس، وهو عامله على مكة: " أما بعد، فأقم للناس الحج، وذكرهم بأيام الله، واجلس لهم العصرين، فأفت المستفتي، وعلم الجاهل، وذاكر العالم، ولا يكن لك إلى الناس سفير إلا لسانك ولا حاجب إلا وجهك، و لا تحجبن ذا حاجة عن لقائك بها، فإنها إن ذيدت عن أبوابك في أول وردها لم تحمد فيما بعد على قضائها. " (3) أقول: العصران: الغداة والعشي. إن ذيدت، أي دفعت الحاجة. والورد بالكسر: الورود.
4 - وفي البحار عن أمالي الصدوق بسنده عن الصادق (عليه السلام)، قال: " من تولى أمرا من أمور الناس فعدل، وفتح بابه ورفع شره، ونظر في أمور الناس كان حقا على الله - عز وجل -