43 - وفي المناقب عن مختار التمار، عن أبي مطر البصري " أن أمير المؤمنين (عليه السلام) مر بأصحاب التمر فإذا هو بجارية تبكي، فقال: يا جارية، ما يبكيك؟ فقالت: بعثني مولاي بدرهم فابتعت من هذا تمرا فأتيتهم به فلم يرضوه، فلما أتيته به أبى أن يقبله. قال: يا عبد الله، إنها خادم وليس لها أمر فاردد إليها درهمها وخذ التمر. فقام إليه الرجل فلكزه.
فقال الناس: هذا أمير المؤمنين (عليه السلام). فربا الرجل واصفر وأخذ التمر ورد إليها درهمها ثم قال: يا أمير المؤمنين ارض عني. فقال: ما أرضاني عنك إن أصلحت أمرك. وفي فضائل أحمد: إذا وفيت الناس حقوقهم.
ودعا (عليه السلام) غلاما له مرارا فلم يجبه، فخرج فوجده على باب البيت فقال: ما حملك على ترك إجابتي؟ قال: كسلت عن إجابتك وأمنت عقوبتك. فقال: الحمد لله الذي جعلني ممن يأمنه خلقه. امض فأنت حر لوجه الله...
وكان على (عليه السلام) في صلاة الصبح فقال ابن الكواء من خلفه: " ولقد أوحى إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين. " (1) فأنصت على (عليه السلام) تعظيما للقرآن حتى فرغ من الآية، ثم عاد في قراءته، ثم أعاد ابن الكواء الآية فانصت على (عليه السلام) أيضا ثم قرأ، ثم أعاد ابن الكواء فأنصت على (عليه السلام) ثم قال: " فاصبر، إن وعد الله حق، ولا يستخفنك الذين لا يوقنون. " ثم أتم وركع...
وجاء أبو هريرة - وكان يتكلم فيه وأسمعه في اليوم الماضي - وسأله حوائجه فقضاها فعاتبه أصحابه على ذلك، فقال: إني لأستحي أن يغلب جهله علمي، وذنبه عفوي، ومسألته جودي. " ورواه عنه في البحار. (2) أقول: اللكز: الضرب بجمع الكف. والربو والربوة: انتفاخ الجوف وعلة تحدث في الرئة فتصير النفس صعبا. وابن الكواء كان من رؤساء الخوارج واسمه عبد الله.