النار. " (1) أقول: ترجلوا، أي نزلوا عن خيولهم مشاة. واشتدوا: أسرعوا. والدعة: الراحة.
40 - وفي فروع الكافي بسنده عن رجل من ثقيف، قال: استعملني علي بن أبي طالب (عليه السلام) على بانقيا وسواد من سواد الكوفة، فقال لي والناس حضور: " انظر خراجك فجد فيه ولا تترك منه درهما، فإذا أردت أن تتوجه إلى عملك فمر بي. " قال فأتيته فقال لي: " إن الذي سمعت منى خدعة، إياك أن تضرب مسلما أو يهوديا أو نصرانيا في درهم خراج أو تبيع دابة عمل في درهم، فإنما أمرنا أن نأخذ منهم العفو. " ورواه عنه في البحار. (2) 41 - وفي أصول الكافي بسنده عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، عن آبائه - عليهم السلام -: " أن أمير المؤمنين (عليه السلام) صاحب رجلا ذميا، فقال له الذمي: أين تريد يا عبد الله؟ فقال: أريد الكوفة، فلما عدل الطريق بالذمي عدل معه أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال له الذمي: ألست زعمت أنك تريد الكوفة؟ فقال له: بلى. فقال له الذمي: فقد تركت الطريق، فقال له: قد علمت. قال: فلم عدلت معي وقد علمت ذلك؟ فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): هذا من تمام حسن الصحبة أن يشيع الرجل صاحبه هنيئة إذا فارقه، وكذلك أمرنا نبينا (صلى الله عليه وآله وسلم).
فقال له الذمي: هكذا قال؟ قال: نعم. قال الذمي: لاجرم إنما تبعه من تبعه لأفعاله الكريمة، فأنا أشهدك أني على دينك. ورجع الذمي مع أمير المؤمنين (عليه السلام)، فلما عرفه أسلم. " (3) 42 - وفيه أيضا بسنده عن عبد الله بن القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: " دخل رجلان على أمير المؤمنين (عليه السلام) فألقى لكل واحد منهما وسادة فقعد عليها أحدهما وأبى الآخر. فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): اقعد عليها، فإنه لا يأبى الكرامة إلا حمار. ثم قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه. " (4)