المقدمة الخامسة: في الأذان والإقامة:
الأذان لغة الإعلام، وشرعا أذكار معهودة للإعلام بدخول أوقات المكتوبة، وهو عندنا وحي من الله تعالى، فروي أن النبي صلى الله عليه وآله سمعه من جبرائيل عليه السلام ليلة الإسراء، وروي أن جبرائيل عليه السلام علمه رسول الله صلى الله عليه وآله ورأسه في حجر علي عليه السلام فسمعه ثم أمره أن يعلمه بلالا لا بالرؤيا.
وفضله كثير، فعن رسول الله صلى الله عليه وآله: من أذن في مصر من أمصار المسلمين سنة وجبت له الجنة، وعنه صلى الله عليه وآله: من أذن في سبيل الله لصلاة واحدة إيمانا واحتسابا وتقربا إلى الله عز وجل غفر الله له ما سلف من ذنوبه ومن عليه بالعصمة فيما بقي من عمره وجمع بينه وبين الشهداء في الجنة، ومن أذن سنة واحدة بعثه الله يوم القيامة وقد غفرت ذنوبه كلها بالغة ما بلغت ولو كانت مثل جبل أحد، ومن أذن عشر سنين أسكنه الله تعالى مع إبراهيم الخليل في قبته أو في درجته، رواه بلال في حديث طويل.
وروى ابن أبي ليلى عن علي عليه السلام قال: من صلى بأذان وإقامة صلى خلفه صفان من الملائكة لا يرى طرفاهما، ومن صلى بأذان صلى خلفه ملك.
وروى العباس عن أبي الحسن عليه السلام: من صلى بأذان وإقامة صلى وراءه صفان من الملائكة، وإن أقام بغير أذان صلى عن يمينه واحد وعن يساره واحد.
وروى محمد بن مسلم عن الصادق عليه السلام: إذا أذنت في أرض فلاة وأقمت صلى خلفك صفان من الملائكة، وإن أقمت قبل أن تؤذن صلى خلفك صف واحد.
وعن أبي جعفر عليه السلام: يغفر للمؤذن مد بصره في السماء ومد صوته ويصدقه كل رطب ويابس يسمعه، وله من كل من يصلي خلفه حسنة.
والإقامة أذكار معهودة للإعلام بالدخول في الصلاة، وهي أفضل من الأذان،