التي هي محض القوة والفاقة لا يكون عله لوجود وكذا الصورة إذ لا وجود لها من دون الهيولى والايجاد يتوقف على الوجود فلو كان الجسم أو صورته عله لوجود لكان العدم مفيدا للوجود فلا استقلال لهذه الأشياء في الايجاد بل الحق ان نسبه الايجاد إليها لو صحت فهي تكون لامداد علوي وانما هي روابط ومصححات للوجود وإذ قد علمت أن وجود المعلول لا يساوى وجود العلة إذ وجودها بنفسها ووجود المعلول من وجودها فيكون للعلة اختصاص وجوب في ذاته ومن حيث لم يضف إلى المعلول والمعلول ليس يجب الا إذا كان مضافا إلى العلة فالعلة بهذا أحق من المعلول فتبين من ذلك ان العرض لضعف وجوده لا يكون عله لوجود الجوهر لتأخره في الوجود عن الجوهر وان الموجودات المركبة لا تكون عله للبسائط لتقدم البسيط على المركب فلا يكون جسم عله لعقل أو نفس ولا محسوس عله لمعقول ولا المتعلق عله للمفارق إذ العلة يجب ان يكون حظها من الوجود اوكد من المعلول.
وهم وتنبيه ما أشد في البطلان واغرز في الهلاك والفساد من جمله الآراء الخبيثة والعقائد الردية المهلكة لنفوس معتقديها اعتقاد من يتوهم (1)