لا يخلو اما ان يكون له جزء صوري أو لم يكن وصوره الشئ هي تمامه وجهه وجوده ووحدته وقد مر ان وجود كل شئ هو بعينه وحدته وما يكون وحدته ضعيفه كالعدد حتى يكون وحدته عين الكثرة والانقسام كان وجوده أيضا ضعيفا فالكثير بما هو كثير غير موجود بوجود آخر غير وجودات الآحاد والمعدوم بما هو معدوم لا تأثير له ومثل ذلك الوجود اي الذي كالاعداد والمقادير كان تأثيره عين تأثير الآحاد والاجزاء فعله كل موجود متأصل له وحده حقيقية لا بد ان يكون وحدتها وحده حقيقية أقوى من وحده معلولها فكل مركب فرض كونه عله لموجود وحداني فلا بد ان يكون له جزء صوري هو في الحقيقة عله إذا تقرر هذا فقوله بل المجموع له اثر واحد قلنا المجموع له اعتباران اعتبار انه مجموع واعتبار انه آحاد فهو بالاعتبار الأول شئ واحد لكن جهة وحدته اما أن تكون اعتباريا غير حقيقي كوحدة العسكر مثلا واما ان يكون امرا حقيقيا كالصور النوعية للمركب العنصري ففي كون المجموع عله للأثر ثلاثة احتمالات أحدها ان يكون جهة التأثير والعلية هي الآحاد والاجزاء فلا بد ان يكون لكل واحد منها اثر ويكون اثر المجموع مجموع اثر الآحاد والاجزاء والا فلا يكون للمجموع اثر أصلا إذ ليس المجموع الا عين الآحاد ووصف الاجتماع ليس بأمر زائد له تحقق في الواقع الا بمحض الاعتبار الذي لا اثر له والاحتمال الثاني ان يكون جهة التأثير هي الوحدة الجمعية الاعتبارية فالحكم فيه يجرى مجرى الأول لان الوحدة هاهنا ضعيفه تابعه للكثرة فلها اثر ضعيف تابع لاثر الكثرة والعمدة والأصل في المؤثرية هي الآحاد دون المجموع من حيث الوحدة الاجتماعية واما الاحتمال الثالث فالحكم فيه على عكس ما سبق كتأثير المغناطيس في جذب الحديد وتأثير الترياقات في دفع السموم فحينئذ كان المؤثر في الحقيقة هو شيئا واحدا بما هو واحد لا بما هو ذو اجزاء فثبت ان عله الواحد واحد بالذات وإن كان كثيرا من جهة أخرى واما
(٢٠٠)