بها نشوء نفوسهم وأبدانهم الأخروية فكلما كانت أعمالهم أتم اعتدالا وأكثر نضجا من جهة الرياضات الدنيوية والمتاعب البدنية في سبيل الله كانت أغذيتهم وفواكههم وأشربتهم النفسانية الأخروية أوفق وأتم صلوحا وأشد تقوية للحياة الباقية.
قال بعض أهل (1) الكشف ان كره الأثير وأشعة الشمس والكواكب التي هي بمنزله الجمرات تحت القدر كما يؤثر في المولدات وهذه نضج الفواكه والمعادن بحرارتها نضجا لما في ذلك من المنفعة كانت رحمه مع كونها نارا كذلك من عرف (2) نشأة الآخرة وموضع الجنة والنار وما في فواكه الجنة من النضج الذي يقع به الالتذاذ لآكليه من أهل الجنان علم أين النار وأين الجنة وان نضج فواكه الجنة سببها حراره النار التي تحت مقعر ارض الجنة فتحدث النار حراره في مقعر أرضها فيكون بها صلاح ما في الجنة من المأكولات وما لا نضج الا بالحرارة وهي لها كحرارة النار تحت القدر فان مقعر ارض الجنة هو سقف النار والشمس والقمر والنجوم كلها في النار ومن أحكامها انها أودع الله فيها ما كانت منافع حيوانات الدنيا وحيوانات الجنة التي هي نفوس أهل النجاة بأبدانهم المناسبة لها في الاشكال والصور فتفعل حراره النار بالأشياء هناك علوا كما تفعل بالأشياء هاهنا سفلا وكما هو الامر هاهنا كذلك ينتقل إلى هناك بالمعنى وان اختلفت الصور الا ترى ارض الجنة (3) مسكا كما ورد في الخبر وهو حار بالطبع لما فيه من النار وأشجار الجنة مغروسة في تلك التربة المسكية كما يقتضى حال نبات هذه الدار الدنيا الزبل لما