فصل (10) في أن للنفس الانسانية أنحاء كثيره من الحشر بعضها قبل حدوث هذا البدن الطبيعي وبعضها بعده قد سبق ان للنفس الانسانية كينونه سابقه على هذا الكون النفساني كما دلت عليه الأحاديث النبوية من طريق أهل بيته ع وذهب إليه أفلاطون كما هو المشهور ومن قدح على مذهبه من اتباع المشائيين بما هو مذكور في الكتب المشهورة لم يعرف مذهبه وزعم أن مراده ان النفس من حيث نفسيتها (1) ونحو وجودها النفسي متقدمة على هذا البدن ليلزم اما التناسخ واما وحده النفوس واما تكثر افراد نوع واحد من غير عوارض مخصصه خارجية ومادة متخصصة بها حامله لها وقد مرت الإشارة إلى أن مقصوده ليس كما زعموه بل الحق ان للنفس قبل صيرورتها نفسا ناطقة أنحاء أخرى من الكون بعضها في هذه النشأة الدنيوية وبعضها قبل هذه النشأة وبعضها بعد هذه النشأة اما التي في هذه النشأة فبعضها حيوانية وبعضها طبيعية نباتية وغير نباتية والانتقالات التي تقع من بعضها إلى بعض لا تكون الا بحركة وزمان ومادة مستحيلة كائنة فاسده واما التي قبل هذه النشأة فبعضها مثالية وبعضها عقلية وبعضها قضائية إلهية والانتقالات الواقعة هناك على سبيل النزول الوجودي بالإفاضة والابداع من غير زمان وحركه واما التي بعدها فبعضها حيوانية حسية (2) وبعضها نفسانية خيالية وبعضها عقلية قدسية فظهر لمن تدبر وتأمل فيما ذكرناه سابقا ولاحقا بالنهج البرهاني ان للانسان أنواعا من الحشر.
(٢٣٢)