واحده في الدنيا يغرقون من جانب ويحترقون من جانب ومثله ما سبق نقله عن سقراط الحكيم ان مرتكب الكبائر يلقى في طرطاووس وقال المترجم طرطاووس شق كبير وأهوية تسيل إليه الأنهار ويعني به البحر أو قاموسا فيه دردور.
ومن الاخبار ما يدل على أن النار في هذه الأرض بعينها كحديث الوادي الذي ذكرناه من قبل.
ومنها ما يدل على أن بعض جهنم في الأرض كما روى عن قتادة في قوله تعالى أفمن أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم قال والله ما تناهر ان وقع في النار وروى عن جابر بن عبد الله قال رأيت الدخان يخرج من ارض ضرارة ويقال ان حضرموت بقعه منها ويقرب من هذا حديث وادي برهوت المروى عن أمير المؤمنين ع قال أبغض البقاع إلى الله تعالى وادي برهوت فيه أرواح الكفار وفيه بئر ماء اسود منتن يأوي إليه أرواح الكفار وذكر رجل انه بات في وادي برهوت فسمع طول الليل يا دومة فذكر ذلك لرجل من أهل العلم فقال الملك الموكل بأرواح الكفار اسمه دومة.
وحكى الأصمعي عن رجل عن حضرموت أنه قال تجد من ناحية برهوت رائحة فظيعة منتنة جدا فيأتينا بعد ذلك خبر موت عظيم من عظماء الكفار وبعض هذه الأخبار وان كانت في أرواح الكفار من غير تعرض بذكر النار الا انا متى ضممناها إلى اخبار أخرى والى قوله النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة ادخلوا آل فرعون أشد العذاب استصحب في حكم النار على وجه أظهر.
تنبيه هذه الأخبار والروايات وان كانت ظواهرها متناقضة على أرباب العلوم الرسمية لكن بواطنها متوافقة عند العرفاء المحققين لابتناء علومهم ومعارفهم على أصول صحيحه برهانية ومقدمات جليه كشفية لا يشكون فيها ويشكون في الشمس رابعه النهار بخلاف غيرهم من أصحاب البحث والجدال وأرباب الرواية من غير دراية وحال فإنهم حيث لم يأتوا البيوت من أبوابها تناقضت عليهم الاحكام وتفاسدت عندهم مقاصد الحديث والكلام وبالجملة قد علمت أن الجنة والنار في نشأة أخرى