الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٥ - الصفحة ١٩٧
وربما يرتقى سريعا بنور المعرفة أو بقوة الطاعات أو بجذبه ربانية أو بشفاعة الشافعين وآخر من يشفع هو ارحم الراحمين فصل (2) في نتيجة ما قدمناه وثمره ما أصلناه أقول ان من تأمل وتدبر في هذه الأصول والقوانين (1) العشرة التي أحكمنا بنيانها وشيدنا أركانها ببراهين ساطعه وحجج قاطعه لامعة مذكورة في كتبنا وصحفنا سيما هذا الكتاب تأملا كافيا وتدبرا وافيا بشرط سلامه فطرته عن آفة الغواية والاعوجاج ومرض الحسد والعناد وعاده العصبية والافتخار والاستكبار لم يبق له شك وريب في مسألة المعاد وحشر النفوس والأجساد ويعلم يقينا ويحكم بان هذا البدن بعينه سيحشر يوم القيامة بصوره الأجساد وينكشف له ان المعاد في المعاد مجموع النفس والبدن بعينهما وشخصهما وان المبعوث في القيامة هذا البدن بعينه لا بدن آخر مبائن له عنصريا كان كما ذهب إليه جمع من الاسلاميين أو مثاليا (2) كما ذهب إليه الاشراقيون فهذا هو الاعتقاد

(1) لعله كان بدل قوله الأصل الحادي عشر انك قد علمت الخ ثم انك قد علمت بدون لفظ الأصل الحادي عشر س ره (2) أي مثاليا مباينا من حيث إنه مباين إذ لم يخرجوا من عهده العينية باحقاق كون شيئية الشئ بصورته وتشخصه بوجوده ونحو ذلك واما نحن فبحول من يحق الحق بكلماته فقد أثبتنا ان الوجود الوجود والتشخص التشخص والنفس النفس والصورة الصورة وان حصل تفاوت بالأشد والأضعف ووقع الاشتداد مثلا فالأشد هو الأضعف وبالعكس ولا يصيره شخصين فضلا عن تصييره نوعين نعم يتميز تلك المرتبة عن هذه المرتبة لكن التميز غير التشخص والتفنن في التشخص لا يقدح في بقاء شخصيته الشخص وهويته ولم يحذف من الشخص في الآخرة الا الحدود والنقائص ولم يسقط من فعلياته وصوره النوعية والجسمية والشخصية الا ما ليس له مدخل في فعليته لكونه قوه صرفه وهو الهيولى وقوه الشئ ليست بشئ وهذه من لوازم هذه النشأة الدنيوية ولو بقيت مع كونها غير داخله في شيئيته وهويته كانت الصورة دنيوية لا أخروية هذا خلف س ر ه
(١٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 ... » »»
الفهرست