القوابل يرجع الفعل إلى وحدته الأصلية التي له من جهة الفاعل فافهم هذا فإنه نافع جدا فاذن حكم النفوس الحيوانية الغير المستقلة في وجودها حكم سائر القوى النفسانية لذات واحده في أن وجودها وجود رابطي وانها غير مدركه لذاتها كقوة البصر والسمع وغيرهما فينا فان قوه البصر مثلا ليست لها هوية مستقلة وللسمع هويه أخرى مستقلة والا لأدركت كل واحده منها ذاتها بل النفس الدراكة الحاضرة لذاتها هي الهوية الجامعة لهويات القوى يدرك بها غيرها فالباقية بذاتها في (1) القيامة وفي النشأة الباقية متميزة هي النفس القائمة بذاتها واما سائر قواها فهي باقية ببقائها لأنها متصلة بها متحدة بوحدتها فكذلك حكم النفوس الحيوانية الغير القائمة المستقلة بذاتها ولا الشاعرة لذاتها فهي عند ارتفاع تكثرها الذي لأجل تكثر أجسادها رجعت إلى مبدئها واصلها متحدة فيه كارتجاع المشاعر والقوى بمبدئها الجامع الادراكي عند فساد مواضعها وآلاتها متحدة به باقية ببقائه تنبيه اعلم أن من الناس من زعم أن الأرواح الانسية أيضا كالأرواح الجزئية للحيوانات الدنية والنباتات تتحد بعد خراب أجسادها وشبهها بالمياه الواقعة في الكيزان والجرات إذا انكسرت الأوعية وصارت هي متصلة واحده وواصله إلى الحوض العظيم وهذا زعم باطل ووهم فاسد وقياس تلك الأرواح بهذه الأرواح الجزئية السارية في الأجسام قياس مغالطي وهمي مبناه عدم الفرق بين الانقسام والتعدد الحاصل بسبب القوابل وبين الانفصال والتكثر الذي بسبب المبادئ الذاتية وذلك لأنه ذكر الشيخ العربي في الباب الثاني وثلاثمائة من الفتوحات بقوله اعلم أن الناس اختلفوا في هذه المسألة يعنى في أرواح صور العالم هل هي موجودة عن الصور (2) أو قبلها أو معها وان منزله الأرواح (3) من صور العالم كمنزله أرواح
(٢٥٠)