فصل (2) في أوصاف النفس الانسانية ومجامع أخلاقها واختلافها في الشرف والردائة أكثر الاختلاف الواقع في الصفات الانسانية (1) راجع إلى قوه النفس وشرفها ومقابلها أعني الضعف والخسة وهذا شئ يستفاد من تضاعيف ما ذكرناه في أحوال الوجود وان شدته وضعفه مما يوجب اختلاف الأشياء ذاتا وصفه فنقول ان النفوس الانسانية لها تفاوت عظيم في الكمال والنقص والشرف والخسة فالنفس القوية منها هي الوافية بصدور الافعال العظيمة منها والشديدة في أبواب كثيره لما مر من جامعيتها للنشئات الوجودية والنفس الضعيفة في مقابلها.
مثال ذلك انا نشاهد نفوسا ضعيفه يشغلها فعل عن فعل فإذا انصبت إلى الفكر اختل احساسها أو إلى الاحساس اختل فكرها وإذا اشتغلت بالتحريكات الإرادية اختل امر ادراكها وترى (2) نفوسا قوية تجمع بين أوصاف من الادراكات والتحريكات سيما