المثبوتة وأي تعلق للنفس بالتراب والرماد وان فرض مجتمع الاجزاء ولو كان كذلك لكان كل تراب ورماد ذا نفس لاشتراك الجميع في الترابية والرمادية والإضافة إلى الزمان السابق الذي كان فيه التعلق غير باقية أيضا لان الزمان غير باق تنبيه تفضيحي ان الشيخ الغزالي قد صرح في كثير من مواضع كتبه ان المعاد الجسماني هو ان يتعلق المفارق عن البدن ببدن آخر واستبعد بل استنكر عود اجزاء البدن الأول وقال إن زيدا الشيخ هو بعينه زيد الذي كان شابا وهو بعينه الذي كان طفلا صغيرا وجنينا في بطن الام مع عدم بقاء الاجزاء ففي الحشر (1) أيضا كذلك والملتزمون بعود الاجزاء مقلدون من غير دراية.
أقول هذا الكلام في غاية الاجمال ولم يظهر منه الفرق بين التناسخ والحشر وقد بينا ان الحق في المعاد عود البدن بعينه كالنفس بعينها كما يدل عليه الشرع الصحيح الصريح من غير تأويل ويحكم عليه العقل الصحيح من غير تعطيل.
ثم قال وليس هذا بتناسخ فان المعاد هو الشخص الأول والمتناسخ (2) هو شخص آخر والفرق بين الحشر والتناسخ ان الروح إذا صار مره أخرى متعلقا ببدن آخر فان حصل من هذا التعلق الشخص الأول كان حشرا واقعا لا تناسخا.
أقول تقريره للمعاد الجسماني بأنه عود للشخص مع عدم عود البدن وتصريحه بان الشخص انما هو مجموع الروح والبدن ظاهره (3) متناقض مشكل واشكل منه ما قرره في الفرق بين التناسخ والحشر ان الشخص الثاني في الأول غير الأول وفي الثاني