بتوسط الحواس وهي قوه لا تتجزى لأنها لا تفعل فعلها باله لشدة روحانيتها ولذلك صارت الحسائس كلها ينتهى إليها فتعرف الأشياء التي تؤدى إليها الحسائس وتميزها معا من غير أن تنفعل آثار الأشياء المحسوسة فلذلك صارت هذه القوة تعرف الأشياء المحسوسات وتميزها معا في دفعه واحده انتهى قوله.
أقول ان ما ذكره تحقيق شريف نافع جدا ينتفع به في كثير من المطالب منها اثبات (1) المعاد الجسماني وحشر الأجساد كلها حتى النبات والجماد ومنها كيفية ارتباط (2) المعلومات بعللها ومنها كيفية بقاء (3) الانسان مع تبدل ذاته في كل آن وهي التي عجز عن دركها الشيخ الرئيس بفرط ذكائه وشده فهمه ولطافه طبعه فقال عند سؤال بهمنيار عنه في تجويز تبدل الذات لا يلزمني جوابك لأني لست بمسؤول عنه حين الجواب.
واعلم أن هذه الدقيقة وأمثالها من احكام الموجودات لا يمكن الوصول إليها الا بمكاشفات باطنية ومشاهدات سرية ومعاينات وجودية ولا يكفي فيها حفظ القواعد البحثية واحكام المفهومات الذاتية (4) والعرضية وهذه المكاشفات والمشاهدات لا تحصل الا