والاغلال كالأسارى والعبيد وحاله كما أفصح الله عنه بقوله تعالى خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه ثم في سلسله ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه لعدم خلاص نفسه من حبس البدن وعدم استكمال ذاته بالعلم والعمل ليصير كالمجردين الأحرار حرا غير مأسور باسر الشهوات ولا مقيد بقيد الهوى والتعلقات ولذلك وقع التعليل بترك العلم والعمل في قوله تعالى انه كان لا يؤمن بالله العظيم ولا يحض على طعام المسكين أي لأنه فالأول إشارة إلى ترك العلم الإلهي والثاني إلى ترك العمل الصالح فإذا انتقل روحه بموت الجسد من هذا العالم إلى عالم الآخرة التي هي في داخل حجب السماوات والأرض كما مر ينتقل من السجن إلى السجين ومن الهوى إلى الهاوية وكان هاهنا أيضا مسجونا محاطا بالجحيم ولكن لا يحس بألم السجن وعذاب الحبس وليس له اليوم هاهنا حميم ولا طعام الا من غسلين لا يأكله الا الخاطئون فإذا كشف عنه الغطاء أحس بذلك وانتقل العذاب من باطنه في الدنيا إلى ظاهره في الآخرة فيؤديه المالك إلى أيدي هذه الزبانية التسعة عشر التي هي من نتائج تلك المدبرات الكلية فيتعذب بها كما يتعذب بها في الدنيا من حيث لا يشعرون ومن كان على هدى من ربه مستويا على صراط مستقيم صراط الله العزيز الحميد فيسلك سبيل الآخرة بنور الهداية وقدمي العلم والتقوى يصل إلى دار السلام ويسلم من هذه المهلكات المعذبات الزاجرات ويخلص من رق الدنيا واسر الشهوات الآمرات للمنكرات ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا الحمد لله بل أكثرهم لا يعقلون فصل (32) في الإشارة إلى درجات السلوك إلى الله والوصول إلى الجنة (1) الحقيقية وما بإزائها من دركات البعد عن الله والسقوط في النار الحقيقية قال بعض المحققين الخلق اتصف أولا بالوجود الخاص ثم بالعلم الخاص ثم بالإرادة ثم
(٣٧٤)