وحقائقها عن لواحقها ورقائقها وأصولها عن فروعها وأخذتها مجرده عن الاعداد والافراد فيصير الانسان عند ذلك انسانا عقليا إذ بطلت جزئيته وضيق وجوده بقطع التعلقات والقيود وإذ اشتد هذا النور الذي هو صورته العقلية اتحد بالروح الكلى الانساني المسمى بروح القدس والعقل الفعال والمبدء الفاعلي الذي سعته وجوده وبسط هويته بحيث يكون نسبته إلى جميع الأشخاص والأعداد والأنداد البشرية نسبه واحده كما هو شان الكلى الصادق عليها المحمول عليها بحسب المفهوم والمعنى الا ان المفهوم (1) عنوان للأفراد وهذا المبدء الفاعلي حقيقة لها وحامل لها حافظ إياها وكذا الطبائع الكلية عنوانات لذوات نورية وهويات عقلية وملائكة قدسية وأرباب أنواع طبيعية وبالجملة مهما صارت النفس عقلا تصير محسوساتها معقولات بالفعل (2) وعاقلات أيضا لما مر من طريقتنا ان كل معقول بالفعل عاقل بالفعل فصل (6) في اظهار نبذ من أحوال هذا الملك الروحاني المسمى عند العرفاء بالعنقاء على سبيل الرمز والإشارة العنقاء (3) محقق الوجود عند العارفين لا يشكون في وجوده كما لا يشكون في
(١٤٤)