واعلم أن في القيامة مواقف ومقامات مثل الصراط والعرض واخذ الكتب ووضع الموازين والأعراف وأبواب الجنة وأبواب النار.
واما العرض (1) فهو مثل عرض الجيش ليعرف أعمالهم في الموقف وهو مجمع الخلائق لان حجب الأزمنة وتغاير الأمكنة مرتفعه في ذلك العالم فالجميع مع اختلاف أزمنتهم وأمكنتهم في الدنيا حاضرون هناك في عرصة واحده في يوم واحد قل ان الأولين والآخرين لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم وسئل صلى الله عليه وآله وسلم عن قوله تعالى فسوف يحاسب حسابا يسيرا فقال ذلك هو العرض فان من نوقش في الحساب عذب وكما يعرف الأجناد عند عرض الجيش بزيهم ولباسهم فيعرف الناس هناك بوجوههم وسيماهم وعلى صور نياتهم وأخلاقهم كما مر تحقيقه فيعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والاقدام كحال الأسارى والدواب هاهنا.
واما الكتب فاما من اوتى كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب إلى أهله مسرورا وهو المؤمن السعيد لان كتاب نفسه من جنس الألواح (2) العالية والصحف المكرمة المرفوعة واما من اوتى كتابه بشماله وهو المنافق الشقي لان كتابه من جنس الصحائف السفلية والكتب الحسية المغلوطة القابلة للاحراق كما قال تعالى ان كتاب الفجار لفي سجين واما الكافر فلا كتاب له والمنافق لمكنة استعداده سئل عنه الايمان وما قبل منه الاسلام كما قبل من عوام أهل الاسلام ويقال في حقه انه كان لا يؤمن بالله العظيم ويدخل (3) فيه المعطل والمشرك والجاحد المتكبر على الله ويكون المنافق في باطنه واحدا من هذه الثلاثة ولا ينفع له صوره الاسلام كما ينفع للضعفاء والعوام لما ذكرناه واما من اوتى كتابه وراء ظهره فهم الذين أوتوا الكتاب فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فإذا كان يوم القيامة قيل