والكواكب بأضوائها فانكشف ان الكمالات العلمية والعملية للنفوس التي بها تحصل حياتها الأخروية وبها يتم نعيمها وغذاؤها وطعامها وشرابها في الجنة انما يحصل بحرارة الطبيعية الدنيوية التي هي من جوهر نار الجحيم وسنخها كما مر غير مره فصل (30) في تعيين محل الآلام والعقوبات في النار لما علمت أن حقيقة جهنم حقيقة ممزوجة من الدنيا والآخرة بحسب المادة والصورة فان مادتها الاعدام والشرور الدنيوية وصورتها حضورها عند النفس بصوره ادراكية مؤلمة من جهة تعلقها والتفاتها بالدنيا فاعلم أن محل العذاب والنقمة أيضا ليس أمرا بسيطا كالبدن فقط أو النفس الناطقة فقط أو النفس الحيوانية فقط اما البدن فالجوارح (1) والأعضاء ليست بموضع الآلام بل هي مما يستعذب (2) جميع ما يرد عليها من أنواع العقوبات والآلام لأنها قابله للفصل والوصل والحرارة والبرودة وغيرها من الأضداد والاعدام فكل ما يرد على الجسم (3) يكون صفه كمالية له وإذا زال اتصاله كان قد بطلت ذاته وحدثت ذاتان أخريان متصلتان وليس إذا طرءت عليه صفه مضاده للتي كان عليها بقيت
(٣٦٩)