في مكان فإن لم يكن في مكان فهي لا محاله فوق وأسفل وفي الكل من غير أن تنقسم وتتجزى بتجزي الكل فالنفس في كل مكان وليست في مكان انتهى كلامه.
أقول ينبغي ان يعلم أن صوره النبات إذا قطع من أصله أو جف تسلك أولا إلى عالم الصور المقدارية بلا هيولي وينتهي منه إلى العالم العقلي كما ذكره المعلم فإذا انتهت إلى ذلك العالم الصوري فتصير اما من أشجار الجنة (1) ان كانت ذات طعم جيد كالحلاوة ونحوها طيبه الرائحة أو من أشجار الجحيم ان كانت ردية الطعم مره المذاق كريهة الرائحة كشجره الزقوم طعام الأثيم وأصول هذه الأشجار تنتهي إلى سدره (2) المنتهى عندها جنه المأوى إذ يغشى السدرة ما يغشى كما أن جميع النفوس تنتهي أولا إلى النفس الكلية التي فوقها العقل الكلى وهو مأوى النفوس الكلية كما انها منتهى النفوس الجزئية.
قال الفيلسوف الأعظم ان كل صوره طبيعية هي في ذلك العالم الا ان هناك بنوع أفضل وأعلى وذلك انها هاهنا متعلقه بالهيولى وهي هناك بلا هيولي وكل صوره طبيعية هنا فهي صنم للصورة التي هناك الشبيهة بها فهناك سماء وارض وهواء ونار وماء وان كانت هناك هذه الصورة فلا محاله هناك نبات أيضا.