على الصور العقلية والمثل النورية المطابقة لجميع الأنوار الخارجية وكذا علمت اثبات العالم الصوري الحسى المشتمل على الصور الحسية المجردة عن المادة الكائنة الفاسدة الموضوعة في الجهات فالجنة المحسوسة لأصحاب اليمين والمعقولة للمقربين وهم العليون وكذا النار ناران نار محسوسة ونار معنوية فالمحسوسة للكفار والمعنوية للمنافقين المتكبرين المحسوسة للأبدان والمعنوية للقلوب وكل من الجنة والنار المحسوستين عالم مقداري إحداهما صوره رحمه الله والأخرى صوره غضبه لقوله تعالى ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى وكما أن الرحمة ذاتية والغضب عارض كما يعلم بالبرهان ويدل عليه قوله سبقت رحمتي غضبي وقوله ورحمتي وسعت كل شئ فكذلك خلق الجنة بالذات وخلق النار بالعرض وتحت هذا سر وقد علمت أن ليس للآخرة مكان في هذا العالم لا في علوه ولا في سفله لان جميع ما في أمكنه هذا العالم متجددة داثرة مستحيلة فانية وكل ما هو كذلك فهو من الدنيا والآخرة عقبى الدار ليست دار البوار وهي في داخل هذا العالم وفي باطن حجب السماوات والأرض ومنزلتها من الدنيا منزله الجنين من رحم الام كما مر ولكن لكل من الجنة والنار مظاهر ومرائي في هذا العالم بحسب رقائقها ونشئاتها الجزئية.
وعلى ذلك تحمل الأخبار الواردة في تعيين بعض الأمكنة لأحدهما كما وقع في قوله صلى الله عليه وآله وسلم ما بين قبري ومنبري روضه من رياض الجنة وقوله قبر المؤمن روضه من رياض الجنة وقبر المنافق حفره من حفر النيران وما روى أن في جبل أروند عينا من عيون الجنة.
وروى عن أبي جعفر ع ان لله جنه خلقها في المغرب وماء فراتكم هذه يخرج منها وإليها يخرج أرواح المؤمنين من حفرهم عند كل مساء (1) وصباح فتسقط على