الحيوانية وذلك أنه إذا صارت النفس الحيوانية ملكوتية اتبعتها النفس الناطقة الحية وأعطتها حياه أشرف وأكرم ولست (1) أقول انها انحدرت من العلو لكني أقول انها زادتها حياه أشرف وأعلى من حياتها لان النفس الحية الناطقة لم تبرح عن العالم العقلي لكنها تتصل (2) بهذه الحياة وتكون هذه متعلقه بتلك فتكون كلمه تلك متصلة بكلمة هذه النفس ولذلك صارت كلمه هذا الانسان وان كانت ضعيفه خفيه أقوى وأظهر لاشراق كلمه النفس العالية عليها واتصالها بها . فان قال قائل ان كانت النفس هي في العالم الاعلى حساسة فكيف يمكن ان يكون في الجواهر الكريمة العالية حس وهو موجود في الجوهر الأدنى.
قلنا إن الحس الذي في العالم الاعلى أي في الجوهر الأكرم العقلي لا يشبه هذا الحس (3) الذي في هذا العالم الدنى وذلك أنه لا يحس هناك هذا الحس الدنى لأنه يحس هناك على نحو مذهب المحسوسات التي هناك ولذلك صار حس هذا الانسان السفلى متعلقا بحس الانسان الاعلى ومتصلا به فإنما ينال هذا الانسان الحس من هناك لاتصاله به كاتصال هذه النار بتلك النار العالية والحس الكائن في النفس التي هناك متصل بالحس الكائن في النفس التي هاهنا ولو كانت في العالم الاعلى أجسام كريمة مثل هذه الأجسام لكانت النفس تحس بها وتنالها ولكان الانسان الذي يحس بها وينالها أيضا فلذلك صار الانسان الثاني الذي هو صنم للانسان الأول في عالم الأجسام يحس بالأجسام ويعرفها بان في الانسان الاخر الذي هو صنم للانسان الأول كلمه الانسان الأول وفي الانسان كلمات الانسان العقلي انتهى كلامه وأراد بالانسان الأول هاهنا الانسان النفساني فإنه أول بالإضافة إلى هذا الانسان الجسماني