اجتماع ومن الناس من يدرك هذا المتخيل بعين الحس ومنهم من يدركه بعين الخيال أعني في حال اليقظة واما في النوم فبعين الخيال قطعا وقوله أيضا فجميع ما يدركه الانسان بعد الموت في البرزخ من الأمور بعين الصور التي هي بها في الدنيا وقوله أيضا في آخر هذا الباب وكل انسان في البرزخ مرهون بكسبه محبوس في صور أعماله إلى أن يبعث يوم القيامة في النشأة الآخرة فصل في تتمه الاستبصار لهذا الباب من جهة كيفية نسبه النفس إلى البدن والإشارات إلى الموت الطبيعي واجله والفرق بينه وبين الاجل الاخترامي اعلم أن النفس حامله للبدن لا البدن حامل لها كما ظنه أكثر الخلق حيث قرع أسماعهم من أنها زبده العناصر وصفوه الطبائع وظنوا أيضا ان النفس تحصل من الجسم وانها تقوى بقوة الغذاء وتضعف بضعفه وليس كما توهموه انما النفس تحصل الجسم وتكونه وهي الذاهبة به إلى الجهات المختلفة (1) وهي معه ومع قواه وأعضاه تدبره حيث ما أرادت وتذهب به حيث ما شائت من هبوط إلى أسفل أو صعود إلى فوق بحيث يمكنه مع كثافة البدن وثقله فمتى أرادت صعوده تصير صاعدا ويتبدل ثقله خفه وإذا أرادت
(٤٧)