الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٥ - الصفحة ٤٧
اجتماع ومن الناس من يدرك هذا المتخيل بعين الحس ومنهم من يدركه بعين الخيال أعني في حال اليقظة واما في النوم فبعين الخيال قطعا وقوله أيضا فجميع ما يدركه الانسان بعد الموت في البرزخ من الأمور بعين الصور التي هي بها في الدنيا وقوله أيضا في آخر هذا الباب وكل انسان في البرزخ مرهون بكسبه محبوس في صور أعماله إلى أن يبعث يوم القيامة في النشأة الآخرة فصل في تتمه الاستبصار لهذا الباب من جهة كيفية نسبه النفس إلى البدن والإشارات إلى الموت الطبيعي واجله والفرق بينه وبين الاجل الاخترامي اعلم أن النفس حامله للبدن لا البدن حامل لها كما ظنه أكثر الخلق حيث قرع أسماعهم من أنها زبده العناصر وصفوه الطبائع وظنوا أيضا ان النفس تحصل من الجسم وانها تقوى بقوة الغذاء وتضعف بضعفه وليس كما توهموه انما النفس تحصل الجسم وتكونه وهي الذاهبة به إلى الجهات المختلفة (1) وهي معه ومع قواه وأعضاه تدبره حيث ما أرادت وتذهب به حيث ما شائت من هبوط إلى أسفل أو صعود إلى فوق بحيث يمكنه مع كثافة البدن وثقله فمتى أرادت صعوده تصير صاعدا ويتبدل ثقله خفه وإذا أرادت

(1) ونعم ما قال الشيخ الرئيس ان الناس لكون الحس عليهم غالبا إذا رأوا ان المغناطيس يجذب مثقالا من الحديد صاروا يتعجبون منه وطفقوا يستغربونه ولم يتعجبوا من جذب نفوسهم أبدانهم الطبيعية إلى الميمنة والميسرة والصعود إلى فوق والهبوط إلى أسفل فقد يسكن وقد يتحرك وقد يعدو وقد يصرع وقد يلحقه أوضاع اخر بحيث انه مسخر تحت قدرتها كالكرة تحت الصولجان والأوراق والأغصان تحت الريح ونعم ما قيل از خيالي صلحشان وجنگشان * وز خيالي نامشان وننگشان وبنظر آخر ارفع وأعلى وبمشرب آخر أعذب وأحلى قيل همه شيران ولى شير علم * حمله مان از باد بأشد دمبدم حمله مان پيدا وناپيداست باد * جان فداى آنكه ناپيداست باد س ره
(٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 ... » »»
الفهرست