لا يموت بموت هذا البدن وهو المحشور يوم القيامة بصورته المناسبة لمعناه وهو الذي يثاب ويعاقب وليست حياته كحياة هذا البدن المركب عرضية وارده عليه من الخارج وانما حياته كحياة النفس ذاتية وهو حيوان متوسط بين الحيوان العقلي والحيوان الحسى يحشر في القيامة على صوره هيئات (1) وملكات كسبتها النفس بيدها العمالة وبهذا يرجع ويأول معنى التناسخ المنقول عن الحكماء الأقدمين كأفلاطون ومن سبقه مثل سقراط وفيثاغورس وغيرهما من الأساطين كما مرت الإشارة إليه وكذا ما ورد في لسان النبوات وعليه يحمل الآيات المشيرة إلى التناسخ وكذا قوله تعالى وإذا وقع عليهم القول أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم ان الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون وقوله تعالى ويوم نحشر من كل أمه فوجا ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون وقوله تعالى يومئذ يتفرقون كل ذلك إشارة إلى انقلاب النفوس في جوهرها وصيرورتها من أفواج الأمم الصامتة وخروجها يوم النشور إذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور على صوره أنواع الحيوانات من السباع والمؤذيات والبهائم والوحوش والشياطين تذكره توضيحية ان أجناس العوالم والنشئات ثلاثة إحداها النشأة الأولى وهي عالم الطبيعيات والماديات الحادثات والكائنات الفاسدات.
وثانيها النشأة الوسطى وهي عالم الصور المقداريات والمحسوسات الصوريات بلا مادة.