عن ادراك حقائق الأشياء كما هي عليها بغشاوة التقليد والامتراء وحجب الهوى والدنيا وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
تمثيل مثال البنية الانسانية في هذا العالم مثال السفينة المحكمة الاله في البحر بما فيها من القوى النفسانية والجنود العمالة فيها المسخرة بإذن الله المرتبة في امر هذه السفينة المصلحة بحالها فان سفينة البدن لا يتيسر السير بها إلى الجهات الا بهبوب رياح الإرادات فإذا سكنت الريح وقفت السفينة عن السير والجريان وبسم الله مجراها (1) ومرساها فكما انه إذا سكنت الريح التي نسبتها إلى السفينة نسبه النفس إلى البدن وقفت السفينة قبل ان يتعطل شئ من أركانها ويختل واحده من آلاتها كذلك جسد الانسان وآلاته إذا فارقتها النفس لا يتهيأ له الحس والحياة التي في مثالنا بمنزله حركه السفينة وان لم يعدم بعد شئ من مواد البدن وآلاته وأعضائه الا ذهاب نفخ الروح الذي بمنزله ريح السفينة والبرهان حقق ان الريح ليس من جوهر السفينة بل حركتها تابعه لحركته ولا السفينة حامله للريح بل الريح حاملها ومحركها بإذن الله ومجراها باسم الله ولا تقدر السفينة ومن عليها من