فصل في الصراط قد علمت أن لكل موجود حركه جبلية وتوجها غريزيا إلى مسبب الأسباب وللانسان مع تلك حركه الجوهرية العامة حركه أخرى (1) ذاتية منشاها حركه عرضية في كيفية نفسانية لباعث ديني وهي المشي على منهج التوحيد ومسلك الموحدين من الأنبياء والأولياء واتباعهم ع وهي المراد بقوله تعالى اهدنا الصراط المستقيم المدعو للمصلى في كل صلوه المشار إليه في قوله تعالى قل هذه سبيلي ادعو إلى الله على بصيرة انا ومن اتبعني وقوله انك لتهدي إلى صراط مستقيم صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض فالاستقامة عليه والتثبت في المشي فيه هو الذي كلف الله به عباده وأوجب عليهم وأرسل رسله لأجل ذلك إليهم وانزل الكتب بسببه عليهم وباقي الصراط الذي يمشى عليها الموجودات ليس شئ منها هذا الصراط المختص باهل الله لان كلا منها ينتهى إلى غاية أخرى غير لقاء (2) الله والى منزل آخر غير جوار الله وغير دار الجنان ومنزل الرضوان كطبقات الجحيم ودركات النيران فالقوس الصعودية لا تنقطع إليه تعالى الا بسلوك الانسان الكامل عليها إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه والاستقامة عليها هي المراد بقوله تعالى فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا
(٢٨٤)