الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٥ - الصفحة ١٣٣
أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك اتتك آياتنا (1) فنسيتها وكذلك اليوم تنسى ومن أعظم الآلام لهم انهم عن ربهم لمحجوبون وقد ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون وأحاطت به خطيئاتهم فهم في الدرك الأسفل من النار متقاعدون فلا شك ان هؤلاء الأشقياء أسوء حالا من الفريق الأول فالأولى (2) أهل الحجاب والأخرى أهل العقاب وفي الكتاب الإلهي قد تكررت وتكثرت الإشارة إليهما جميعا والى كل منهما منفردا.
منها ما وقع في أوائل البقرة فالإشارة إلى القسم الأول قوله تعالى ان الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم إلى قوله ولهم عذاب اليم فهؤلاء لا سبيل إلى خلاصهم من النار وهم أصحاب (3) النار بالحقيقة كأكثر الكفرة طبعا وقد تأكدت القوة بمزاولة المعاصي والشهوات كذلك حقت كلمه ربك على الذين فسقوا انهم لا يؤمنون وكذلك (4) حقت كلمه ربك على الذين كفروا انهم أصحاب النار لأنهم سدت عليهم الطريق وأغلقت عليهم الأبواب إذ القلب أعني القوة العاقلة هو مشعر الإلهي الذي هو محل الاعلام والالهام فحجبوا عنه بختمه والحواس سيما السمر والبصر وهما المشعران اللذان هما بابان عظيمان من أبواب الفهم والاعتبار فحرموا عن جدواهما لامتناع نفوذ المعنى فيهما إلى القلب فلا سبيل لهم في الباطن إلى العلوم الحقيقية ولا في الظاهر

(1) سيما الآيات الكبرى أعني الادلاء على الله الهادين إليه قال على ع لا آية أكبر منى ونعم ما قيل اگر چه آينه روى جان فزاى تواند * همه عقول ونفوس وعناصر وأفلاك ولى كس ننمايد تو را چنانكه توئى * بجز دل من مسكين بيدل غمناك ظهور تو بمن است ووجود من از تو * فلست تظهر لولاى لم أكن لولاك فنسيتها وأعرضت عنها ونبذت دلالتها وراء ظهرك وكذلك اليوم تنسى بعين انسائك نفسك س ره (2) كالحيوانات العجم فحجابها فطري ومختومية قلوبهم جبلية س ره (3) فان أصحاب الشئ ملازموه ومزاولوه وأهله كما يقال أصحاب الدنيا وأهلها لملازميها ومن أهلها واختارها س ره (4) أي في الأزل كما عرفت س ره
(١٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 ... » »»
الفهرست