دالات على الأمور الروحانية القدرية كما انها مثالات دالات على الأمور الرحمانية (1) القضائية التي هي عالم الجبروت وحضره الربوبية دلالة المعلول على العلة وذي الغاية على الغاية ودلالة الناقص على كماله والصورة على حقيقتها ومعناها لان العوالم كما علمت متطابقة متحاذية حذو النعل بالنعل وجميعا منازل ومراحل إلى الله تعالى وهي أيضا صوره الأسماء الإلهية فان الأسماء على كثرتها وتفصيلها باعتبار مفهوماتها لا باعتبار حقيقتها ووجودها الذي هو إحدى محض لا اختلاف فيه أصلا كما سبق بيانه فهي انما تنزلت أولا إلى عالم العقول المقدسة والأنوار المجردة الإلهية والعلوم التفصيلية الإلهية ثم تنزلت إلى عالم الصور النفسانية والمثل المقدارية ثم إلى عالم الصور المادية وهي ذوات الجهات والأوضاع المكانية فكما ان النزول والصدور من المبدء الاعلى على هذا المنوال بهذا الترتيب فكذلك الرجوع والحشر إليه والورود عليه لا بد ان يكون بتلك الدرج والمراقي على عكس الترتيب النزولي فصل (11) في أن للانسان حشرا كثيرا كثره لا تحصى قد سبق انه جعل الله مقامات الحواس والتخيلات والتعقلات درجا ومراقي يرتقى بها السالك إليه تعالى فلا بد ان ينزل أولا في عالم المحسوسات المادية ثم في عالم المحسوسات المجردة عن المادة المرئية بعين الخيال لصيرورة الحس خيالا ثم في عالم الصور المفارقة لصيرورة الخيال عقلا بالفعل وفي كل من هذه العوالم الثلاثة طبقات (2) كثيره متفاوتة في اللطافة والكثافة وما هو أعلى من هذه العوالم يكون
(٢٣٥)