كما قاله لشغلها ذلك بنفسها عما وجدت له من التسلط على الجبابرة ولم يمكن لها ان تقول هل من مزيد ولا ان تقول اكل بعضي بعضا فينزل الحق إليها برحمته التي وسعت كل شئ وسع لها المجال في الدعوى والتسلط على الجبابرة والمنكرين فالناس غالطون في شان خلقها.
ومن أعجب ما روينا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم انه كان قاعدا مع أصحابه في المسجد فسمعوا هده عظيمه فارتاعوا فقال صلى الله عليه وآله وسلم أتعرفون ما هذه الهدة قالوا الله ورسوله اعلم قال حجر ألقي من أعلى جهنم منذ سبعين سنه الان وصل إلى قعرها فكان وصوله إلى قعرها وسقوطه فيها هذه الهدة فما فرغ من كلامه صلى الله عليه وآله وسلم الا والصراخ في دار منافق من المنافقين قد مات وكان عمره سبعين سنه فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الله أكبر فعلم علماء الصحابة ان هذا الحجر هو ذلك المنافق وانه منذ خلقه الله يهوى في جهنم وبلغ عمره سبعين سنه فلما مات حصل في قعرها قال الله تعالى ان المنافقين في الدرك الأسفل من النار فكان سمعهم تلك الهدة التي أسمعهم الله ليعتبروا فانظر ما أعجب كلام النبوة وما الطف تعريفه وما أغرب كلامه انتهى كلامه تذكره كشفية لما علمت أن الجنة فوق السماء السابعة من حيث الرتبة وهي بحسب الحقيقة والذات في داخل حجب السماوات والأرض لأنها في العالم الملكوت وعالم الملكوت باطن الملك وعلمت ان نشوء الآخرة من الدنيا فاعلم أن هذا العالم بمنزله مطبخ ينضج فيه أطعمه أهل الجنة ويصلح مأكولاتهم بحرارة الحركات (1) السماوية وأشعة الكواكب فان اعمال بني آدم هي (2) مواد أغذيتهم التي