الشمس وسلطان نورها وشده حرارتها وحال أهل الدنيا واستيناسها بالشهوات الدنيوية بعينها كحال الخفافيش واستيناسها بظلمات الليل فإذا طلعت شمس الآخرة عند صباح القيامة بعد غروبها في أفق الأجسام الكائنة في ليل الدنيا يلحقهم من التوحش والاضطراب مثال ما يلحق الخفافيش والغرض من هذا التمثيل زيادة الوضوح والانكشاف أو تفهيم العقول الضعيفة القاصرة عن درك حقائق الأكوان والنشئات والا فالدعوى ثابته بالبرهان غير محتاج إلى التمثيل وكذلك جميع الأمثال الواردة (1) في القرآن ولسان النبوة الغرض فيها تنبيه النفوس العامية عن أحوال الآخرة كما قال تعالى وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون ولعل الغرض للحكماء الكاملين من وضع باب التمثيل في كتبهم المنطقية انما كان لضعفاء العقول الذين لا يمكنهم ادراك روح المعنى وحقيقته الا في قالب محسوس محاك لها فان كلا من أشخاص الحقيقة الانسانية مثال محسوس مطابق لها وكذلك جميع المحسوسات الطبيعية مثل وأشباح لأنواعها العقلية وكذلك الدنيا وما فيها مثال الآخرة وما فيها فان العوالم متطابقة متحاذية ومن أراد تعريف نشأة أخرى لمن لم يصر بعد من أهلها ولم يتجاوز عن نشأته التي تكون فيها فلا يمكن ذلك الا بوجه التمثيل ولأجل ذلك بناء الشرائع الحقه لكونها نازلة لعامه الناس على باب التمثيلات.
ردع وتفريع ان من الفلاسفة الاسلاميين من فتح على قلبه باب التأويل فكان يأول الآيات الصريحة في حشر الأجسام ويصرف الاحكام الأخروية على الجسمانيات إلى الروحانيات قائلا ان الخطاب للعامة وأجلاف العرب