الحكمة ثمره الحكمة بالمعنى الأول وهي كلما كانت أكثر وأشد فهي أفضل بخلاف المعنى الأول واما قوه الغضب فاعتدالها ان يصير انقباضها وانبساطها على موجب إشارة الحكمة والشريعة وكذلك قوه الشهوة واما قوه العدالة فهي في ضبط قوه الغضب والشهوة تحت إشارة الدين والعقل فالعقل النظري منزلته منزله المشير الناصح وقوه العدل وهي القدرة التامة منزلتها منزله المنفذ والممضى لأحكامه واشاراته وقوتا الغضب والشهوة هما اللذان تنفذ فيهما الحكم والإشارة وهما كالكلب والفرس للصياد حيث ينبغي ان يكونا في حركه والسكون والقبض والبسط والاخذ والترك مطيعين له منقادين لحكمه واما قوه الغضب فيعبر عن اعتدالها بالشجاعة والله تعالى يحب الشجاع فان مالت إلى طرف الافراط سمى تهورا وان مالت إلى النقصان سمى جبنا ويتشعب من اعتدالها وهو الشجاعة خلق الكرم والنجدة والشهامة والحلم والثبات وكظم الغيظ والوقار وغير ذلك واما افراطها فيحصل منه خلق التهور والصلف والبذخ والاستشاظة والكبر والعجب واما تفريطها فيحصل منه الجبن والمهانة والذلة والخساسة وضعف الحمية على الأهل وعدم الغيرة وصغر النفس واما الشهوة فيعبر عن اعتدالها بالعفة وعن افراطها بالشره وعن تفريطها بالخمود فيصدر من العفة (1) السخاء والحياء والصبر والمسامحة والقناعة والورع وقلة الطمع والمساعدة ويصدر عن افراطها الحرص والوقاحة والتبذير والرياء والهتك والمجافة والملق
(٩٠)