الشعاعات ويحدث مع الحواس القوة النزوعية التي بها يقع الاشتياق والكراهة ثم ينتهى إلى قوه من شانها ان يرتسم عندها مثل المحسوسات الخمسة الخارجية بعد غيبتها عن مشاهده الحواس محفوظه عندها عن البطلان والفساد وان بطلت أو فسدت موادها الخارجية التي هي بمنزله الأبدان لها لان نشأتها غير نشأة صورها المحفوظة عند الخيال كما أن نشأة بدن الانسان غير نشأة روحها الباقية بعد فساده فهذه القوة الحافظة لمثل المحسوسات الخارجية هي الباقية من الانسان بعد خراب البدن فتصلح لان تقوم عليها النشأة الآخرة لأنها صوره الصور الدنيوية والكمال الأخير لهذه الكمالات المتعاقبة وهي المادة الأولى للصور والكمالات الأخروية المتفاضلة في الشرف والدنو من المبدء الفعال فهي من شانها أن تكون برزخا متوسطا جامعا بين الدنيا والآخرة وتكون سقف الدنيا وفرش الآخرة فصل (7) في مادة الآخرة وهيولي صورها الباقية اعلم أن كل هيولي هي الطف وجودا فهي أسرع قبولا للصورة وأيضا كل هيولي هي أبسط جوهرا وأشد روحانية فهي أشرف صوره وكما لما سبق من أن التركيب بين المادة وصورتها تركيب (1) اتحادي كالتركيب بين الجنس والفصل فلا بد ان يكون بينهما مناسبة قوية موجبه للاتحاد ولنوضح ذلك بمثال ألا ترى ان الماء العذب لما كان جوهره الطف من جوهر التراب صار أسرع انفعالا وأحسن قبولا من التراب لكل ما يقبله من الاشكال والأصباغ والطعوم وغيرها وهكذا لما كان الهواء الطف منهما وأشرف وأشد سيلانا صار أسرع انفعالا وأسهل قبولا لما يقبله وجميع مقبولاته أشرف والطف من مقبولات الأرض والماء وهي الروائح والأصوات وهكذا الشعاع (2)
(٢٢٢)