غيرهما كثيرا ما يجد من نفسه انه يسمع ويرى ويشم ويلمس ويبطش ويمشي فله في ذاته هذه المشاعر والقوى الآلات من غير نقصان وعوز لشئ منها لكنها ليست ثابته في هذا العالم أي عالم الحس والشهادة والا لشاهدها كل سليم الحس وليس كذلك فعلم أن موطنها عالم آخر هو عالم الغيب والباطن واما ان تلك القوى والآلات الباطنية ظلال وأشباح لما في العقل الانساني فلان العقل بسيط وهو منشأ هذه القوى في النفس وبتوسطها في البدن ولو لم يكن فيه من الاعتبارات والجهات ما يليق بذاته لم يكن منشأ صدور هذه الأمور الكثيرة عن الامر البسيط وذلك لان كل جوهر عال في الشرف مبدء لجميع الكلمات الموجودة فيما دونه من الجوهر النازلة على وجه الجمعية.
وقد نقلنا عن المعلم الأول صريح القول بان الانسان العقلي فيه جميع الأعضاء التي في الانسان الحسى على وجه لائق به.
وقال أيضا في مواضع اخر من كتابه ان في الانسان الجسماني الانسان النفساني والانسان العقلي ولست أعني هو هما لكن أعني به انه يتصل بهما لأنه صنم لهما وذلك أنه يفعل بعض أفاعيل الانسان العقلي وبعض أفاعيل الانسان النفساني وذلك أن في الانسان الحسى كلمات الانسان النفساني وكلمات الانسان العقلي فقد جمع الحسى كلتا الكلمتين الا انها فيه ضعيفه قليله نزره لأنه صنم الصنم فقد بان ان الانسان الأول العالي حساس الا انه بنوع أعلى وأفضل من الحس الكائن في الانسان السفلى وانه انما ينال الحس من الانسان الكائن في العالم الاعلى العقلي كما بيناه انتهى كلامه فما أشد نور عقله وقوه عرفانه وما أشمخ مقامه في الحكمة الإلهية وأعلى مرتبته حيث حقق هذه المسألة على وجه وقف أفكار من لحقه من المتفكرين دون بلوغ شأوه وجمهور الحكماء الاسلاميين كالشيخ أبى على ومن في طبقته لفي ذهول عما ذكره فان الشيخ استضعف في الشفاء القول المنسوب إلى أفلاطون ومعلمه سقراط بان في الوجود انسانين انسان فاسد وانسان مفارق ابدى فكيف لو سمع ان في كل (1)