المحسوسة ليست صوره السماء ولا هذه (1) الأنوار المدركة بالحس هي أنوارها الموجودة يوم القيامة بل هذه السماء مدروسة مهدومة وكواكبها منكسفة مطموسة في ذلك اليوم فصل في حال أهل البصيرة هاهنا اعلم أن من الناس من يرى بعين البصيرة أمور الآخرة (2) وأحوالها ويحضر عنده شهود الجنة (3) وأهلها قبل قيام الساعة فلا يحتاج في معاينه ذلك العالم وبروز الحقائق له إلى حصول الموت الطبيعي لزوال الحجب عن وجه قلبه وعين بصيرته فحالهم قبل الموت كحال غيرهم بعد الموت كما قال تعالى فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد وذلك لتبدل نشآتهم الدنيوية إلى نشآتهم الأخروية وإذا تبدلت نشآتهم وتبدلت أسماعهم (4) وابصارهم وحواسهم إلى اسماع وابصار وحواس تبدلت في حقهم جميع الموجودات التي في السماوات والأرض لان لها أيضا نشأتين نشأة الدنيا ونشأة الأخرى وكل حس مع محسوسه من نوع واحد فحواس هذه النشأة تدرك محسوسات
(٢٨٢)