الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٥ - الصفحة ١٣
واما الحجة الخاصة على ابطال النقل في جهة النزول فهي انها لو كان ما ذهبوا إليه حقا لزم ان يتصل وقت كل فساد لبدن انساني بوقت كون بدن حيوان صامت واللازم باطل فالملزوم كذلك.
اما بيان الملازمة فلما ذهبوا إليه من أن أول منزل النور الاسفهبدي أي الجوهر المجرد النفسي هو الصيصية الانسانية أي البدن الانساني الذي خلق تام القوى والآلات وهو باب الأبواب عندهم لحياه جميع الأبدان العنصرية لان حياه جميع الحيوانات الأرضية بانتقال النفوس الانسانية إليه فلا حيوان (1) عند هؤلاء وهم يوذاسف التناسخي ومن قبله من حكماء بابل وفارس كما هو المشهور غير الانسان الا انه نسخ البعض وبقى البعض ويستنسخ الباقي في عالم الغرور إن كان من الناقصين أو سيرفع إلى عالم النور إن كان من الكاملين فأي خلق يغلب على الجوهر النطقي وأية هيأة ظلمانية يتمكن فيها ويركن إليها فيوجب ان ينتقل بعد فساد بدنه إلى بدن مناسب لتلك الهيأة الظلمانية من الحيوانات

(1) أقول يمكن ابطال النقل على سبيل النزول بأنه لما لم يكن عندهم حيوان غير الانسان والملكات الردية الحيوانية فيه موجبه للنقل فلا بد ان يمضى أولا مده مديده ولا حيوان ولا نبات فيها وفيه محذورات.
منها عدم ابداعية الأنواع المتوالدة وهو خلاف ما ذهب إليه الحكماء.
ومنها عدم امكان تعيش الانسان بلا حيوان ولا نبات.
ومنها عدم فعالية العقول التي هي أربابها والحال ان كلا من العقول فعال فيما دونه لا يمكن ان لا يكون لها ظلال في عالمنا الأدنى هذا ما ظهر لي في ابطال هذا المذهب وفيه نظر لأنه يتم على القول بحدوث العالم كما يقول المليون واما على القول بالقدم فقبل كل إناسي حيوانات وقبل كل حيوانات إناسي كالدجاجة والبيضة والحيوان والنطفة فان قلت على هذا المذهب يلزم الدور أيضا لان انتقال النفس من البدن الانساني إلى البدن الحيواني من النطف والأجنة التي في بطون أمهاتها يتوقف على كون بدن حيواني والكون الحيواني أيضا يتوقف على انتقال النفس الانسانية إذ لا حيوان عندهم غير الانسان.
قلت اشتبه عليك الدور بالتسلسل وهو تعاقبي هنا ومجوز عندهم فهذا كشبهة البيضة والدجاجة نعم على تقدير الحدوث لازم كما لا يخفى س ره
(١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 ... » »»
الفهرست