قال بعض العرفاء ان الموت اثر تجلى (1) الحق لموسى النفس الناطقة فيندك جبل انية البدن اندكاكا وتجليه تعالى انما يكون في عالم الملكوت للنفس التي قويت نسبتها إلى ذلك العالم فعند ما قويت لشئ جهة الروحانية والملكوتية اضمحلت منه جهة الجسمانية والملك لأنهما ضدان وان الدنيا والآخرة ككفتين رجحان إحداهما يوجب نقصان الأخرى وهذا الذي ادعيناه غير منقوض بالفلك وما فيه لان كمالات الأفلاك والكواكب وخصائصها الكمالية كلها من جهة نفوسها لا من جهة أجسادها فان امتناعها عن قبول الانقسام ودخول جسم فيها من خارج وورود آفة وفساد واستحالة وغير ذلك كلها ليس الا من جهة نفوسها لا من جهة أجسادها ولأجل قوه أو صلابة في جسميتها إذ لا طبيعة أخرى لها ولا قوه فيها الا ما يكون من لوازم نفوسها فجسمية الفلك بما هي مادة (2) لها لا بما هي جنس وقد علمت الفرق بينهما مرارا هي أضعف الأجسام بل الفلك كله نفس الا أمرا شبيها بالهيولى الأولى أو ارفع منها قليلا لتمكن فيه قبول الأوضاع والحركات واما أجسام الآخرة فقد علمت أنها بعينها نفوسها وعلمت ان وجودها وجود
(٢٤٠)