موطن وجودها فبالموت يرفع الحجاب بالكلية فيدوم مشاهده عين الخيال وتلك الصور المشهودة للنفس قد علمت أنها ليست خارجه عن ذاتها بل عينها فالأجساد في الآخرة وفي عالم الخيال عين الأرواح وهذا معنى تجسد المعاني وتجسد الأرواح وهي لا تكون الا في ذلك العالم واما في هذا العالم فالأرواح تتعلق بهذه الأجساد لا انها تتجسد وكذلك الأجساد في الآخرة تروحن وفي الدنيا لا تكون كذلك.
قال في الباب الثالث والسبعين وثلاثمأة وفيه علم تجسد (1) الأرواح في صوره الأجسام الطبيعية هل عين ذلك الروح هو عين الصورة التي ظهر فيها أو هو ذلك في عين الرائي كزرقة السماء أو هل الروح لتلك الصورة كالروح للجسم أعني النفس الناطقة وتلك الصورة صوره حقيقية لها وجود عيني كسائر الصور الحقيقية وهذه مسألة أغفلها كثير من الناس بل كلهم وانهم قنعوا (2) بما ظهر لهم من صور الأرواح المتجسدة فلو تروحوا في نفوسهم (3) وحكموا بالصور على أجسامهم وتبدلت أشكالهم وصورهم في عين من يراهم علموا عند ذلك تجسد الأرواح لما ذا يرجع فإنه علم ذوق لا علم نظر فكري