بعض مقوماتها الموجودة بوجود واحد فيه كاللون موجودا في موضع مع عدم المقوم الاخر كقابض البصر ولا يلزم من ذلك أن وجود اللون غير وجود قابض البصر في حقيقة السواد.
وأيضا (1) ليست القوة الغذائية الموجودة في النبات مثلا هي القوة الغذائية الموجودة في الحيوان متحدة بالنوع وكذا ليست الحساسة الموجودة في الحيوان الغير الناطق مع الحساسة الموجودة في الانسان متحدة في الحقيقة النوعية بل إنهما متحدان في المعنى الجنسي أعني إذا اخذ معناهما مطلقا بلا شرط الخلط والتجريد مع غيره فالحساس مثلا معنى واحد جنسي وإن كان هو فصلا للحيوان المأخوذ جنسا فإذا اخذ هذا المعنى أي الحساس بحيث يكون تام التحصل الوجودي فهو مما قد تم وجوده من غير استعداد واستدعاء لان يكون له تمام آخر وهذا كما في سائر الحيوانات وإذا اخذ على أنه غير مستقل الوجود بل لا يتحصل وجوده وحقيقته الا بان يكون له تمام آخر به يتم حقيقته ويكمل وجوده فهذا المعنى مغاير للمعنى الأول بالنوع وإن كان واحدا معه بالجنس فالحكم بان الحساس مغاير للناطق انما يصح في القسم الأول منه دون القسم الثاني فالنفس الحساسة في سائر الحيوانات مغايرة للنفس المتفكرة ولكنها شئ واحد في الانسان وهكذا القول في النفس الغاذية التي في النبات والتي في الحيوان والانسان بالنسبة إلى النفس الحساسة أو الناطقة فاعلم هذه القاعدة فإنها تنفعك جدا واما الموحدون فقد احتجوا على مذهبهم بان قالوا قد دللنا على أن الافعال