ومن شدد على هذه الأمة شدد الله عليه كما ورد في الحديث انما هي أعمالكم ترد عليكم فالتزموا مكارم الأخلاق فان الله يعاملكم بما عاملتم به عباده.
واما الأعراف فهو سور بين الجنة والنار له باب باطنه وهو ما يلي الجنة فيه الرحمة وظاهره وهو ما يلي النار من قبله العذاب يكون عليه من تساوت كفتا ميزانه فهم ينظرون بعين إلى الجنة وبعين أخرى إلى النار وما لهم رجحان بما يدخلهم الله أحد الدارين قال تعالى وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم الآيات وقد قيل للأعراف وأصحابه معنى آخر وهو أيضا يقرب من هذا المعنى عند التأمل فان أحوال العرفاء الكاملين ما داموا في هذه الحياة الطبيعية يشبه حال قوم في الآخرة استوت حسناتهم وسيئاتهم فإنهم من جهة علمهم وعرفانهم ورقه حجابهم البدني كادوا ان يكونوا في نعيم الجنة ومن جهة كثافة أجسادهم المادية وبقاء حياتهم الدنيوية منعوا عن تمام الوصول وكمال الروح فلهم حاله متوسطة ولكنهم بحسب جوهر ذاتهم ومرتبة نفوسهم العالية في مكان عال مرتفع والأعراف في اللغة جمع عرف بمعنى مكان عال مرتفع لأنه بسب ارتفاعه يصير اعرف مما انخفض منه ومنه يقال عرف الفرس وعرف الديك.
وللمفسرين في معنى الأعراف قولان الأول وهو الذي عليه الأكثرون ان المراد منه أعلى ذلك السور المضروب بين الجنة والنار وهو المروى عن ابن عباس وروى عنه أيضا أنه قال الأعراف شرف الصراط.
والثاني عن الحسن والزجاج ان قوله تعالى وعلى الأعراف أي على معرفه (1) أهل الجنة وأهل النار رجال يعرفون كلا من أهل الجنة وأهل النار بسيماهم فقيل للحسن هم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم فضرب على خده ثم قال هم قوم جعلهم الله على تعرف أهل الجنة وأهل النار يميزون البعض عن البعض والله لا ادرى لعل بعضهم معنا.
واما القائلون بالقول الأول فقد اختلفوا في أن الذين هم على الأعراف من هم على أقوال أحدها انهم الاشراف وأهل الطاعة من الناس وثانيها انهم الملائكة