الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٥ - الصفحة ٣٨٠
المرحومة من بذر ولايته ونجم هدايته كما أفصح عنه قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم انا مدينه العلم وعلى بابها ونسبه ذاته المقدسة بالقياس إلى سائر الأولياء والعلماء بالولادة المعنوية كنسبة آدم أبى البشر (1) إلى سائر الناس بالولادة الصورية ولذلك ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال يا علي انا وأنت أبوا هذه الأمة.
وقال العارف المحقق في الفتوحات المكية ان شجره طوبى أصل لجميع شجرات الجنات كآدم لما ظهر من البنين فان الله لما غرسها بيده وسواها نفخ فيها من روحه ولما تولى الحق غرس شجره طوبى بيده ونفخ فيها من روحه وزينها بثمره الحلي والحلل الذين فيها زينه للابسها فنحن أرضها كما جعل ما على الأرض زينه لها وأعطت في ثمره الجنة كله من حقيقتها عين ما هي عليه كما أعطت النواة النخلة وما تحمله النوى التي في ثمرها انتهى كلامه وقد استفيد منه ان شجره طوبى يراد بها مبدء أصول المعارف الحقيقية والأخلاق الحسنة التي هي زينه وغذاء ولباس للنفوس القابلة كما أن ما على الأرض زينه وغذاء ولباس لها ولأهلها وذلك لان ارض تلك الشجرة إذا كانت نفوسنا وغارسها هو الله فحللها لا بد أن تكون من قبيل زينه العلوم والمعارف ومحاسن الأخلاق والملكات وهي أيضا غذاء ولباس فان غذاء النفوس العلم ولباسها التقوى فصل (34) في كيفية تجدد الأحوال والآثار على أهل الجنة والنار اما أهل النار فلا شبهه في تجدد أحوالهم وتبدل جلودهم (2) واستحالة أبدانهم

(1) فكأنه ع يقول وانى وان كنت ابن آدم صوره فلي فيه معنى شاهد بابوتي س ره (2) بل تبدل ذواتهم في نظرهم إذ ذواتهم في اعتقادهم ليست الا الجلود والقوى الطبيعية والهيئات المحسوسة فكان نفوسها فانية في أجسادها بخلاف أهل الحق فان أجسادها فانية في أرواحها سيما أرباب العقول البسيطة النظرية ومن هنا ورد ان جسد المؤمن لا يبلى س ره
(٣٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 372 373 374 375 376 377 378 379 380 381 382 » »»
الفهرست