المرحومة من بذر ولايته ونجم هدايته كما أفصح عنه قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم انا مدينه العلم وعلى بابها ونسبه ذاته المقدسة بالقياس إلى سائر الأولياء والعلماء بالولادة المعنوية كنسبة آدم أبى البشر (1) إلى سائر الناس بالولادة الصورية ولذلك ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال يا علي انا وأنت أبوا هذه الأمة.
وقال العارف المحقق في الفتوحات المكية ان شجره طوبى أصل لجميع شجرات الجنات كآدم لما ظهر من البنين فان الله لما غرسها بيده وسواها نفخ فيها من روحه ولما تولى الحق غرس شجره طوبى بيده ونفخ فيها من روحه وزينها بثمره الحلي والحلل الذين فيها زينه للابسها فنحن أرضها كما جعل ما على الأرض زينه لها وأعطت في ثمره الجنة كله من حقيقتها عين ما هي عليه كما أعطت النواة النخلة وما تحمله النوى التي في ثمرها انتهى كلامه وقد استفيد منه ان شجره طوبى يراد بها مبدء أصول المعارف الحقيقية والأخلاق الحسنة التي هي زينه وغذاء ولباس للنفوس القابلة كما أن ما على الأرض زينه وغذاء ولباس لها ولأهلها وذلك لان ارض تلك الشجرة إذا كانت نفوسنا وغارسها هو الله فحللها لا بد أن تكون من قبيل زينه العلوم والمعارف ومحاسن الأخلاق والملكات وهي أيضا غذاء ولباس فان غذاء النفوس العلم ولباسها التقوى فصل (34) في كيفية تجدد الأحوال والآثار على أهل الجنة والنار اما أهل النار فلا شبهه في تجدد أحوالهم وتبدل جلودهم (2) واستحالة أبدانهم