إحدى كفتيه واعلم أن كفه الحسنات في جانب اليمين وهو جانب الشرق وكفه السيئات في جانب الشمال وهو جانب الغرب ثم لا يذهب عليك انه إذا وقع الترجيح ونفذ الحكم وقضى الامر تصير الكفتان في حكم واحده في المشرقية والمغربية واليمينية والشمالية والجنانية والجهنمية لغلبة إحداهما على الأخرى بحيث يجعلها مقهورة مطموسة فأهل السعادة يصير كلتا يديهم يمينية وكلتا يدي أهل الشمال تصير شماليه فافهم فصل (22) في الإشارة إلى طوائف الناس يوم القيامة قد علمت أن أهل الآخرة على الاجمال ثلاثة اقسام المقربون والسعداء وهم أصحاب اليمين والأشقياء وهم أصحاب الشمال وهم من جهة الحساب صنفان أحدهما يدخلون الجنة ويرزقون من نعيمها بغير حساب وهم ثلاثة أقوام منهم المقربون الكاملون في المعرفة والتجرد لأنهم لتنزههم وارتفاع مكانتهم عن شواغل الكتاب والحساب يدخلون الجنة بغير حساب كما قال تعالى في حق أمثالهم ما عليك من حسابهم من شئ ولا من حسابك (1) عليهم من شئ ومنهم جماعه من أصحاب اليمين لم يقدموا في الدنيا على معصية ولم يقترفوا سيئه ولم يريدوا علوا في الأرض ولا فسادا لصفاء ضمائرهم وسلامه فطرهم عن رين المعاصي وقوه نفوسهم على فعل الطاعات فهم أيضا يدخلون الجنة بغير حساب كما قال تعالى تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين ومنهم جماعه نفوسهم ساذجة وصحائف أعمالهم خاليه عن آثار السيئات والحسنات جميعا فلهم حاله امكانية فينالهم الله برحمه منه وفضل لم يمسسهم سوء العذاب لان جانب الرحمة أرجح من جانب الغضب والامكان مصحح للقبول مع عدم المنافى والواهب جواد كريم فهؤلاء أيضا يدخلون الجنة بغير حساب
(٣٠٥)