مناسبة قل لي أيها العاقل المتأمل أي تعلق وتشوق يكون للنفس باجزاء مبثوثة في الهواء أو مغمورة في باطن الأرض أو الماء بحيث لا يتميز عند الحس أو الخيال عن غيرها من الاجزاء وإن كان لها تميز في نفس الامر وفي علم الله امتيازا لا يوجب الاختصاص لهذا الامر أصلا وليست أيضا عند انحلال التركيب وفساد القوى البدنية قوه ذاكره للنفس عندهم حتى يكون بقاء البدن الشخصي في الحافظة مخصصا لتعلق النفس بالاجزاء التي منها ركب البدن وبعد تسليم وجود الذكر وكونه مخصصا فهو انما يوجب تخصيص تعلق النفس بهذا البدن المعاد دون سائر الأبدان لا لتعلق هذه النفس به دون (1) نفس أخرى والذي ينفع لهم في دفع مفسده التناسخ على تقدير صحته هو الثاني دون الأول إذ الكلام في كون مادة بدنية حادثه مستدعية لفيضان نفس حادثه فيلزم وجود نفسين لبدن واحد وهو آت بعينه هاهنا على ما سبق فالمصير في دفع هذه المفاسد والتكلفات البعيدة والتمحلات الركيكة كلها إلى ما تفردنا بتحقيقه وجعله الله نصيبنا من الحكمة المتعالية كسائر نظاره من الفرائد الزاهرة التي يحكم بصحتها ويعرف شرف قدرها ونوريتها من بين كلمات أصحاب الأفكار وأرباب الأنظار كل من سلك سبيل الله وكوشف بالأنوار الإلهية والاسرار كما يعرف الجوهري قيمه اليواقيت اللامعة والدرر الزاهرة من بين سائر الأحجار فصل (10) في تفاوت مراتب الناس في درك امر المعاد وتفاضل مقاماتهم في ذلك اعلم أن لأهل الايمان والاعتقاد بحقية الحشر والمعاد وبعث الأجساد حسب ما ورد في الشريعة الحقه مقامات.
المقام الأول أدناها في التصديق وأسلمها عن الآفات مرتبه عوام أهل الاسلام وهو