الاجزاء المتنافرة فإذا لم يعجز عن ذلك فكيف يعجز عن تركيب اجزاء الحيوان وجمع أعضائه انتهى كلامه.
وهذا نهاية ما بلغ إليه فهم أهل الكلام وغاية ما وصلت إليه قوه نظر علماء الرسوم في اثبات النشأة الآخرة وحشر الأجسام ونشر الأرواح والنفوس وفيه مع قطع النظر عن مواضع المنع والخدش وعن تحريف الآيات القرآنية عن معانيها والاغراض المتعلقة بها المقصودة منها المنساقة هي إليها ولأجلها كما سنشير إليه ان ما قرره وصوره ليس من اثبات النشأة الأخرى وبيان الايمان بيوم القيامة في شئ أصلا فان الذي يثبت من تصوير كلامه وتحرير مرامه ليس الا امكان ان يجتمع متفرقات الاجزاء المنبثة في أمكنه متعددة وجهات مختلفه من الدنيا ويقع منظما بعضها إلى بعض في مكان واحد فيفيض عليها صوره مماثله للصورة السابقة المنعدمة فيعود الروح من عالمه التجردي القدسي بعد أحقاب كثيره كانت فيه في روح وراحة تارة أخرى إلى هذا العالم متعلقه بهذا البدن الكثيف المظلم وانما سمى يوم الآخرة بيوم القيامة لان فيه يقوم الروح عن هذا البدن الطبيعي مستغنيا عنه في وجوده قائما بذاته وبذات مبدعة ومنشئه والبدن الأخروي قائم بالروح هناك والروح قائم بالبدن الطبيعي هاهنا لضعف وجوده الدنيوي وقوه وجوده الأخروي وبالجملة كلامه أشبه بكلام المنكرين للآخرة منه بكلام المقرين بها فإن أكثر الطباعية والدهرية هكذا كانوا يقولون يعنى ان المواد العنصرية تجتمع بواسطة هبوب الرياح ونزول الأمطار على الأرض ووقوع الأشعة الشمسية والقمرية وغيرهما عليها فيحصل من تلك المواد انسان وحيوان ونبات ثم تموت وتنفسخ صورها ثم تجتمع تلك الأجزاء مره أخرى على هذه الهيأة أو على هياه أخرى قريبه منها فيحصل منها أمثال هذه المواليد تارة أخرى اما مع بقاء النفوس والأرواح كما يقوله التناسخية أو مع حدوث طائفة منها وبطلان طائفة سابقه وليت (1) شعري من الذي أنكر ان يحدث من ماء وتراب ومادة بعينها تارة بعد أخرى صوره شبيهه