تعالى ان كتاب الأبرار لفي عليين وان كتاب الفجار لفي سجين هو نفوس الأبرار ونفوس الفجار كما سبق.
ومما دل عليه أيضا قول أمير المؤمنين ع وأنت الكتاب المبين الذي * بآياته يظهر المضمر وقوله دواؤك فيك ولا تشعر * وداؤك منك ولا تبصر دال على أن محل نعيم الجنة ولذاتها وعذاب النار وعقوباتها انما هي النفس الانسانية فصل (24) في بيان ماهية الجنة والنار اما الجنة فهي كما دل عليه الكتاب والسنة مطابقا للبرهان والكشف دار البقاء ودار السلام لا موت فيها (1) ولا هرم ولا سقم ولا غم ولا هم ولا دثور ولا زوال وهي دار المقامة والكرامة لا يمس أهلها فيها نصب ولا لغوب لهم فيها ما تشتهى الأنفس وتلذ الأعين وهم فيها خالدون وانها دار أهلها جيران الله (2) وأولياؤه وأحباؤه وأهل كرامته وانهم على مراتب متفاضلة منهم المتنعمون بتسبيح الله وتقديسه وتكبيره في جمله ملائكته المقربين ومنهم المنعمون باللذات المحسوسة كأنواع المأكل والمشارب والفواكه والأرائك ونكاح حور العين واستخدام الولدان المخلدين والجلوس على النمارق والزرابي ولبس السندس والحرير والإستبرق وكل منهم انما يتلذذ بما يشتهى ويريد على حسب ما تعلقت به همته وبالجملة مبادئ الأكوان في عالم الجنان