تنوير قرآني هذا الصراط يظهر يوم القيامة للأبصار على قدر نور اليقين للمارين عليه إلى الآخرة وبحسب شده نور يقينهم يكون قوة سلوكهم وسرعة مشيهم عليه فيتفاوت درجات السعداء بتفاوت نور معرفتهم وقوه يقينهم وايمانهم لان التقرب إلى الله لا يمكن الا بالمعرفة واليقين والمعارف أنوار ولا يسعى المؤمنون إلى لقاء الله الا بقوة أنوارهم وأنظارهم كما قال تعالى يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبايمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا الآية وقد ورد في الخبر ان بعضهم يعطى نورا مثل الجبل العظيم يسعى بين يديه ومنهم من يعطى أصغر من ذلك ومنهم من يعطى نوره مثل النخلة بيمينه ومنهم من يعطى نوره أصغر من ذلك حتى يكون آخرهم رجلا يعطى نورا على قدر ابهام قدمه فيضيئ مره ويطفئ أخرى فإذا أضاء قدام قدمه مشى وإذا طفئ قام ومرورهم على الصراط على قدر نورهم فمنهم (1) من يمر كطرف العين ووقوع الشعاع ومنهم كالبرق الخاطف ومنهم من يمر كشد الفرس والذي اعطى نورا على قدر ابهام قدمه يحثو على وجهه ويديه ورجليه تجريدا ويعلق أخرى وتصيب النار جوانبه فلا يزال كذلك حتى يخلص الخبر وبهذا يظهر تفاوت الناس في الايمان فرب ايمان رجل بالقياس إلى ايمان رجل آخر إذا وزن معه وقيس إليه كان آلاف الف مثله في القوة النورية والرسوخ العلمي وعن الحسن الصراط مسيره آلاف سنه أدق من الشعر واحد من السيف الف صعود والف استواء والف هبوط أقول (2) لا يبعد ان يكون الأول إشارة إلى السير من الخلق إلى الله والثاني إلى السير في الله منه إليه والثالث إلى السير من الله إلى الخلق وقال أبو طالب المكي في كتاب قوه القلوب روى أن الله تعالى خلق الصراط من رحمته أخرجها للمؤمنين فالصراط للموحدين
(٢٨٦)